المشهد العراقي العام يشي بأن الأيام المقبلة هي ايام مصيرية لابد للسلطة السياسية أن تحسم أمرها فيها باتجاه اقناع الشعب والمرجعية بجديتها في تحقيق الاصلاحات خلال ال45 يوما التي تم تحديدها من قبل المجتمعين في الجادرية والتي تعهدوا فيها بانجاز هذه الاستحقاقات خلال هذه المدة أو القبول بالخيارات الأخرى المتمثلة بالانسحاب من العملية السياسية واستقالة رئيس الوزراء تمهيدا لاجراء انتخابات مبكرة وهو خيار يحمل معه اخطارا وتهديدات يمكن تجنبها لو أن اطراف العملية السياسية كثفوا من جهودهم وصدقوا في نواياهم بتنفيذ الاصلاحات المهمة بشكل أسرع والتي تتمثل بكتابة قانون جديد للانتخابات يستجيب لمطالب الشعب العراقي وينهي الاستئثار الحزبي على أصوات الناخبين من دون وجه حق وممارسة الضغوط عليهم وتوظيف المال العام وفتح ابواب التدخل الاقليمي واستبدال مفوضية الانتخابات بمفوضية جديدة ترتكز على الاطار القانوني وليس الاطار السياسي والانطلاق نحو ممارسة ديمقراطية لايشوبها شكل من أشكال التزوير ويطمئن لها المواطن العراقي وتنال شرعيتها وسمعتها من الداخل والخارج اما المضي بممارسات التسويف والمماطلة التي حذرت منها المرجعيةالدينية فلم يجلب للعراق سوى المزيد من التضحيات والمزيد من الفوضى ..
ومن يستعيد صفحات التاريخ سيقرا الكثير من الشواهد القريبة التي يمكن استخلاص الدروس منها باتجاه تجنيب العراق الويلات وحفظ امنه وسيادته وهذا لن يتحقق مالم ينزع القادة السياسيون الذين يتحكمون بزمام السلطة رداء التكبر والعناد والانحناءلارادة الملايين وكسب الصيت الحسن والسمعة الطيبة وخلاف ذلك فيعني أن قادة العراق يريدون اقتفاء اثر المستبدين والديكتاتوريين الذين انتهوا إلى الأنفاق والحفر هربا من الحساب والقصاص وحينها تفوت الفرصة وتضيع المبادرة لوقف نزيف الدم واخماد نيران الفتنة ..وفي كل الأحوال هي لحظة وعي وتجلٍ يقف فيها الحكام والقادة بين يدي الله للمفاضلة بين المصالح والمناصب والعناوين والملذات وبين الرحمة والحكمة والاعتراف بالحق من دون التباس وتشويش ..اللهم أننا نرغب اليك بدولة كريمة لاتذل فيها العراق واهله وتدل بها القادة والحكام على الحق واهله ..
د. علي شمخي