مواقع التواصل الاجتماعي تسهم في لحمة العراقيين وتحقيق النصر

المقالات الانتقادية والرسومات والمواضيع المنشورة كان دورها كبيراً في تحقيق « العرس الوطني «

بغداد- زينب الحسني :

كان ومازال دور مواقع التواصل الاجتماعي، كبيراً ومهماً جداً اذ يعد من اهم وسائل نجاح الاحتجاجات لكونها أسهمت في تنشيط مشاعر الجمهور وافكارهم تجاه الاوضاع السيئة وشعورهم بالاستقواء الجماعي، وكشف وفضح ملفات الفساد، فيما عمل الإعلام الاجتماعي على توسيع وعي الجمهور بأساليب الخطاب التحريضي الطائفي والصور والوثائق المزيفة، وتنضيج شعارات التظاهرات وارساء قواعد الالتزام بسلمية التظاهرات ووطنيتها ومدنيتها.وقد كتب عدد كبير من المثقفين والفنانين والمشاهير على صفحاتهم الخاصة يؤيدون هذه الاحتجاجات ويشجعون على سلميتها . اذ كتب الفنان كاظم الساهر و شذى حسون وعدد كبير جداً حتى من الفنانين والمشاهير العرب الذين عبروا عن حبهم للعراق وابنائهِ ، ان مواقع التواصل الاجتماعي جعلت العراق بيتاً واحداً يتقاسم الافراح والهموم من خلالها نحن على اطلاع بكل الاحداث التي جرت وتجري من اجل عراق التغيير .
ان وسائل التواصل قد تحولت إلى وسيلة اعلانية تبليغية اسهمت في رفد التظاهرات بالمشاركين ومن شتى الاعمار والشرائح وبث روح الاندفاع والحماسة والشعور الوطني وايجاد الفضاء التفاعلي الآني للحدث، كما ادت إلى تحشيد الوعي الثوري وايقاظ الضمير الوطني المناهض للفساد الذي يقوض فرص النهوض والبناء والعمران.
وكتب الفنان والناقد التشكيلي فهد الصكر في صفحته الخاصة مقالًا بعنوان أسطورة « الخراب « :
تلك التي أفزعت خيال الشاعر ، فكتب قصيدته بوعي ضمن سرديات « اللامعقول « ؟؟ .
كانت قد أيقظت حيوات الفنان، فدوّن في مذكراته: (أي لون أستطيع تكوينه للوحة « الخراب « حين يفضحني أسقاط الشمس تحت مظلة مزقتها ريح عاتية. ربما كانت صفراء ، لا تشم فيها رائحة الحياة ، وتلك هي نهارات بغداد في صيفها المحترق)!!.
وشتاء قادم أحترقت به شموعنا من دون ضوء « وطني « ؟ .
ثمة أجواء تنذر بالخطر ، والطفل الذي فقد أسرته تحت ظلال لا يدرك معناها، يتسول في تقاطع « ساحة الحرية».
كان بائع الصحف اليومية الذي أتخذ من شاخص الرصيف المقابل للشارع المؤدي الى « كرادة جوه» أيقظه بإعلان حقوق الطفل ، صرخت به أحدى منظمات المجتمع المدني . على مانشيتات صحف « البارحة».
لم يكن ثمة ما يدعو للأنتباه ، فشرطي المرور أبعده حين سمع صفارات الأنذار لسيارات لا يعرف ما في داخلها ؟ مرت سريعاً لتسقط وهم الأسطورة والخراب؟
كانت الأراجيح التي أتخذت مكاناً لها في « ساحة الحرية» ملاذاً لطفولة ضائعة ، فهرب اليها يتدلى بهموم أخذت بعداً غارباً في يومياته التي يحسب أنها له ، لطفولة عراقية بأمتياز، تحمل علامة « اليتيم « وقد تجاوزت رقماً خرافياً ، كتبنا عليها بالحرمان تحت عناوين الواردات المالية التي تجاوزت المليارات في خزانة « موازنة « أوصدنا الأبواب عليها في ظل تصريح لا يدركه إلا شعب « مل « الأنتظار ).

مبادرات متنوعة

لم يكن دور الرجل وحده في هذه الاحتجاجات حيث شاركت المرأة العراقية في ساحة التظاهرات ولم يكن دورها منحصرًا في الحضور والتفاعل، بل تعدى ذلك إلى مبادرات مهمة ومتنوعة، أسهمت في تعزيز التظاهرات في بغداد والمحافظات.
فقد تطوع فريق نسوي لجمع التبرعات من أجل توفير الماء والطعام للمتظاهرين، في حين وفر فريق آخر الأدوية وإسعاف الجرحى.
وعلى الجانب الآخر، انشغل عدد من النساء بحملات التنظيف وشراء الأغطية والملابس والكمامات، ولم تخل المبادرة من لمسة النساء الفنية في تلوين الشوارع والأرصفة والتبرع بالدم والأموال والمصوغات الذهبية.
وكل النساء ومبادراتهن يجمعن على ان لِمواقع التواصل الاجتماعي الدور الكبير في تحقيق هذا العرس الوطني العراقي .

عرس وطني
وقالت السيدة سناء علي : ان الأمر بالنسبة لي يختلف عن غيري من النساء، فأنا اعيش مع زوجي وأسرته المحافظة جداً، التي ترفض خروج النساء إلا لظروف محددة.
وقد لاحظت عبر مواقع التواصل الاجتماعي مشاركة النساء في التظاهرات، وتحفزت للانضمام، لكنها كانت تخشى معارضة زوجها وأسرته.
وبعد تردد أخبرت زوجها برغبتها، وفوجئت برده ليس بالموافقة فقط، بل بانضمامه هو كذلك للتظاهرات، وطلب إعداد العشاء لأربعمئة متظاهر».
لم يكن أمام سناء سوى ساعات محددة لتنجز وجبة الطعام وتخرج مع زوجها، وتقول «الجهد والمال لا يساويان شيئاً أمام المشاركة في هذا العرس الوطني».

هاشتاغات عالمية

ودعا مستعملو مواقع التواصل الاجتماعي ، عبر حملات واسعة في الأيام الأخيرة، إلى التظاهر والانتفاض ضد «الفساد المتفشي» في مؤسسات الدولة، والمطالبة بإيجاد فرص عمل جديدة، والدعوة إلى إغلاق طرق واقتحام مقرات ومراكز حكومية.
وبالتزامن مع هذه الحملة أطلق ناشطون عبر مواقع التواصل في العراق وخارجه عدداً من الهاشتاكات التي وصل صداها إلى العالم، ومنها « نازل آخذ حقي « « أريد وطن «، وتداول المشتركون رسوماً أخرى باللغة الإنجليزية من أبرزها: #Save_the_Iraqi_people (أي أنقذوا الشعب العراقي) الذي ظهر في أكثر من 144 ألف تغريدة، و #revolution_now_in_iraq (أي الثورة الآن في العراق) 29 ألف تغريدة) و (#right_of_iraq_people_to أي حق الشعب العراقي في 29 ألف تغريدة). وغيرها من الهاشتاكات التي أخذت صداها في مواقع التواصل الاجتماعي .

تنامي التعامل مع وسائل التواصل

في ظل تزايد عدد المشتركين في مواقع التواصل الاجتماعي، ذكرت الشبكة العراقية للمعلوماتية في احدى الدراسات الصادرة عن قمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دبي، ان نسبة الاستعمال اليومي للعراقيين للفيس بوك والواتساب بلغ 99%، وهي في تزايد مستمر، كما ان مواقع التواصل الاخرى في تزايد ايضا، مما يجعل هذه المواقع هي سبب الحراك المجتمعي المقبل بشكل اكبر واوسع مما نشهده اليوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة