النرجسية ميزة ام عيب؟

أحلام يوسف
لا يختلف اثنان على ان حب الذات أساس لحب الاخر والوطن والحياة، فلا يمكن ان تحب أحدا، ولا يمكن ان تحب بلدك وتحرص عليه الا ان كنت تحب نفسك، لكن هناك بعض الأشخاص تحول حبهم لنفسهم الى نرجسية. ما هي النرجسية؟ ولماذا بعض الأشخاص يعترفون بنرجسيتهم وبفخر؟ هل يعرفون معناها حقا؟
ابتسام كاظم مجبل الباحثة بعلم النفس، تحدثت عن تفاصيل الشخصية النرجسية، وذكرت بعض المعلومات التي يمكن من خلالها نعرف ان كانت النرجسية ميزة او عيب وقالت:

  • الشخص النرجسي، الذي يهتمّ بنفسه بصورة مبالغ بها، ومن أهمّ صفات الأشخاص الذين يمتلكون تلك الشّخصية السّطحية في التعامل مع الأمور المحيطة به. ومحاولة استغلال نقاط ضعف الآخرين، فكلما حط من شأن الاخر ارتفع بشأنه، وهي محاولة لدى البعض في التسلط على الاخر بعد ان يوهمه بانه أفضل منه، او أكثر وعيا لما يحدث حوله.
    وتابعت: يتميز أصحاب الشخصية النرجسية بالمبالغة في الاهتمام بالإنجازات الشّخصية والمواهب التي يمتلكونها، لاعتقادهم بأنّهم فريدون من نوعهم. فحتى المواهب الاعتيادية التي يمتلكها اغلب سكان الكرة الأرضية، يصورونها بانها لديهم أكثر تميزا وأكثر روعة، وذلك لرغبتهم الدائمة في الحصول على معاملة خاصّة من الجميع. وهذا يولد لدى أصحاب تلك الشخصية حبّ استغلال الآخرين والاستفادة منهم لتحقيق مكاسب شخصيّة وخاصّة، إضافة الى الغيرة من نجاح غيرهم من الافراد، والتقليل من أهمية انجازاتهم.

هل يمكننا القول ان النرجسية مرض نفسي بنحو معين؟
-ليست كذلك دائما، أحيانا هي بمنزلة جدار لصد الإحباط، او لتعويض نقص ما يشعره صاحبها، لكن هناك من يعانون بالفعل من اضطراب الشخصية النرجسية أي نعود ونقول ان كل ما يزيد عن حده ينقلب ضده، وهؤلاء تكون الحالة مستفحلة لديهم، ويمكن معرفة صاحبها من خلال بعض العلامات وتختلف بطبيعة الحال من شخص الى شخص اخر، مثلها مثل أي مشكلة تتعلق بعلم النفس، لكنهم يشتركون بحبهم المرضي لأنفسهم، وبالتالي فكما الحال مع من يقدس شخص او حالة يرفض أي انتقاد يوجه اليها، وقد يعادي من يعيب على الشخص او الحالة أي تفصيلة، فهو أيضا لا يتقبل النقد، ولا يتقبل النصح، ويتصور ان كل منتقد هو بالحقيقة يشعر بالغيرة منه، ويريد احباطه.

ماهي الأسباب؟
-السبب غير معروف تحديدا، مثله مثل الاضطرابات التي تتعلق باي مرض عقلي، ربما البيئة، عندما يجهل الاهل كيفية التعامل مع الطفل بهناك من يبالغون بالثناء او التوبيخ، لحالات اعتيادية لا تستحق حتى الإشارة اليها، أحيانا العوامل الوراثية تلعب دورا في هذا، إضافة الى البيولوجيا العصبية وتعني العلاقة بين المخ والسلوك والتفكير.
يعتقد بعض الباحثين أنه هناك بعض حالات الأطفال قد يكون هناك تأثيرًا لأنماط التربية التي يتلقونها حيث الافراط بالخوف عليهم وبالتالي تقييد حركتهم بالصورة التي تؤثر عليهم فيما بعد، أو الإهمال المفرط الذي يدفع الطفل الى التفكير بانه غير محبوب من اهله. التوازن وامساك العصا من الوسط هو الحل للكثير من المشكلات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة