تقاليد وخيارات الأحذية عبر التاريخ في معرض باريسي

فكرة المعرض جاءت من حذاء انتعلته ماري انطوانيت في العام 1792

متابعة الصباح الجديد :

على مدى قرون في الصين وأوروبا، كانت توضع أربطة على الأقدام لكي تدخل في أحذية صغيرة، يغوص معرض باريسي بعلاقة الجسم بالأحذية التي برغم من أنها باتت توفر راحة أكبر ما تزال تفرض قيوداً على الانسان بحسب الموضة الرائجة.
يتناول معرض «مارش إي ديمارش» تاريخ الأحذية في متحف الفنون الزخرفية في باريس.
ويقول مؤرخ الموضة ومفوض المعرض دوني برونا لوكالة «فرانس برس» إن الفكرة أتت من حذاء انتعلته ماري انطوانيت العام 1792 وكان قياسه 33، وثمة نماذج أخرى عن أحذية ارستقراطيين وبورجوازيين كبار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر لا تزيد قياساتها عن ذلك بكثير.
ويتساءل «كيف تمكنوا من إدخال أقدام بالغين في أحذية بهذا الصغر؟»
ويرد قائلًا «أفراد الطبقات الراقية لم يكونوا يمشون بل يبقون قابعين في منازلهم.
فمواجهة الوحول وبرك المياه والنفايات كان حكراً على الطبقات الشعبية واقدامهم الكبيرة».
وكان دليل حول علاج الأرجل يعود إلى العام 1802 يوصي «بربط أصابع القدمين بأربطة» للحصول على أقدام جميلة.
وكان الجيل الراقي في مطلع العشرينيات يتمتع بأقدام نحيفة لأنه كان ينتعل أحذية في الطفولة أصغر بقياسين.
وتقليد القدم الصغيرة مصدره الصين اذ كان يعمد إلى طي أصابع القدم تحت باطن القدم لدى الفتيات ابتداء من سن الخامسة.
ويروي دوني برونا «كانوا لا يترددون أحياناً في كسر العظام بواسطة عصا حديد من أجل زيادة التقوس.
وكان الوضع الأمثل التوصل إلى قياس 26 كحد أقصى في سن البلوغ مع قدم على شكل برعم زهرة لوتوس».
واضاف «كانت الفتيات يعدن ان القدم الصغيرة ورقة رابحة من أجل زواج جيد» فيما كان شكل القدم هذا كما تظهر لوحة معروضة «محور رغبة جنسية ويسعى إليه الرجال كثيرا».
وقد بدأت راحة الأحذية تتحسن ابتداء من النصف الثاني من القرن العشرين فقط.
وخلال العرض الأخير للأزياء الراقية من دار «ديور» في تموز، عمدت المصممة الإيطالية ماريا غراتزيا كيوري إلى عدم استعمال الكعوب العالية مصممة أحذية مؤلفة من نعل ملصوق بالجوارب.
وترى المصممة أنه من الناحية الانتروبولوجية، تشكل الكعوب العالية «تطوراً معاصراً لتقاليد أقدام اللوتوس الصينية».
وقد طرزت على أحد فساتين المجموعة عبارة «هل الملابس عصرية؟» وهو عنوان كتاب شهير للمهندس المعماري برنار رودفسكي استوحيت منه المجموعة.
في الكتاب العائد إلى العام 1947، يشدد المهندس المعماري على انه يتم تكييف الأقدام لتجاري مثالا محدداً.
ولاختبار ذلك، يدعو المعرض الزوار إلى تجربة أحذية بكعوب شاهقة أو بطرف مستدق جداً والمشي فيها بالاستناد إلى حواجز.
وثمة فسحة مكرسة لمشاهد شهيرة في أفلام سينمائية من بينها مشية مارلين مونرو الشهيرة أو جان مورو وهما تنتعلان كعوباً شاهقة.
ويشدد دوني برونا على أنه «منذ عشرين سنة تقريباً ومع الأحذية الرياضية خصوصًا، بات عنصر الراحة هو الأهم عند اختيار الحذاء» إلا أن بعض التقاليد الثقافية ما تزال تلقي بثقلها أيضا على الخيار.
ويقول بيار أردي مصمم الأحذية الفاخرة للنساء وأحد الذين ساهموا في جعل الحذاء الرياضي أنيقا للرجال «الكثير من الفتيات يسألنني لماذا لم تعد تتوافر أحذية بكعب 12 سنتيمترا».
ويختم قائلا «بالنسبة إلي، لا أحد يريد بعد اليوم السير بحذاء من 12 سنتيمتراً إلا انه للمفارقة بعض الفتيات يعشقن ذلك».

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة