أحزاب متوغلة في مؤسسات الدولة وراء استقالة وزير الصحة نحتاج كشفها كي لا يطال الابتزاز خلفه

لجنة الصحة النيابية تعترف انها امام مهمة صعبة لا يسهلها سوى العلوان

بغداد- وعد الشمري:

أقرّت لجنة الصحة والبيئة في مجلس النوّاب، أمس الثلاثاء، بصعوبة الوقوف على اسباب استقالة وزير الصحة علاء الدين العلوان، ودعته إلى لقاء مباشر من أجل تحديد الجهات التي تبتزه وتضغط عليه، فيما أكدت عدم توصلها إلى نتائج بهذا الشأن لغاية الان بعد ان سعت لتقصي الحقائق وأعلنت سعيها على الملأ سيما بعد الأسباب التي ذكرها الوزير في كتاب استقالته.

وقال عضو اللجنة حسن خلاطي، في حديث إلى “الصباح الجديد”، إن “الوقوف على الاسباب الحقيقية التي دفعت وزير الصحة إلى الاستقالة أمر ليس بالهيّن والسهل، انما ينبغي التعمق فيه من أجل معرفة ملابسات هذا الاجراء”.

واضاف خلاطي، أن “مجلس النواب وعبر لجانه المختصة عليه أن لا يمر بنحو عابر على تلك الاستقالة، كون العلوان قد ذكر اسباباً في كتاب تخليه عن مهامه”.

وأشار، إلى ان “المؤشرات الاولية بحسب ما اطلعنا عليه من كتاب وزير الصحة وبعض المقربين منه تبيّن وجود ضغوط سياسية ومساعي للابتزاز”.

ولفت خلاطي، إلى أن “ابقاء الحال على النحو الذي نحن فيه يزيد الضبابية، لأننا امام ضرورة للتحرك جدياً من اجل الوقوف دوافع الاستقالة، فهو أمر يضرّ بالحكومة كاملة ولا يقف عند حدود وزارة الصحة”.

ونوه، إلى ان “لجنة الصحة في مجلس النوّاب تحتاج إلى الجلوس والحديث المباشر مع العلوان وكشف الحقائق على مصراعيها وبكل صراحة”.

وكشف عضو اللجنة النيابية، عن “محاولات للاتصال مع الوزير المستقيل، وجمعنا حديثاً تلفونياً معه لكنه لم يطلّعنا على دوافع تركه المنصب، برغم تيقننا بأن الاسباب الحقيقية موجودة عند رئيس الحكومة عادل عبد المهدي”.

وافصح، عن “زيارة اجرتها اللجنة إلى وزارة الصحة لمعرفة حجم الضغوط السياسية التي يتعرض لها العلوان ونوعها لكننا لم نحصل على شيء يذكر”.

وخلص خلاطي بالقول، إن “اتضاح الرؤية ومعالجة المشكلة يكون من خلال الجلوس المباشر مع العلوان، لأن بقاء الضغوط ومحاولات الابتزاز يعني أنها سوف تطال الوزير الذي سيأتي خلفاً له في حال تم قبول استقالته”.

من جانبها أفادت عضو اللجنة سهام الموسوي بأن “استقالة العلوان كانت متوقعة، فقد ابلغنا قبل أن يقدمها رسمياً بوجود تدخلات كبيرة في عمله”.

واضافت الموسوي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “وزير الصحة لديه افكار ورؤى كان يريد تطبيقها على الواقع الصحي العراقي لكن لم يجد الارضية المناسبة لها”.

وزادت، ان “العلوان شكا في أكثر من مناسبة عرقلة اعماله من الفاسدين وكذلك تعارض الصلاحيات مع الادارات المحلية في المحافظات”.

وأوردت الموسوي، أن “اللجنة كانت تراقب ما يجري في وزارة الصحة من محاولات لابتزاز العلوان والطواقم التي تتمتع بالكفاءة والنزاهة تقف خلفها احزاب سياسية تسعى للضغط من أجل الحصول على مكاسب شخصية”.

ورأت، أن “الفوضى المتعمدة في مؤسسات الدولة والمؤسسات الصحية جعلت العلوان يترك منصبه ونحن في اللجنة سنعمل على الوقوف على هذه الاسباب ومعالجتها”.

ومضت الموسوي، إلى أن “الجهات السياسية المتوغلة في مؤسسات الدولة ومنها الدوائر الصحية معروفة للجميع وتحتاج ارادة حقيقية للحد منها وابعادها عن التدخل.

يشار إلى ان رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي كان قد كلف لجنة الصحة منتصف الشهر الحالي بتقديم تقرير مفصل عن اسباب استقالة وزير الصحة علاء الدين العلوان الذي منحه رئيس الحكومة اجازة مفتوحة بأمل أن يتراجع عن قراره.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة