وداعا فالح عبد حاجم

قرأنا كثيرا المثل العربي « الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والعظام ليسوا بحاجة لغير اسمهم « .. اليوم تتمثل هذه الأمثال بشخصية فالح عبد حاچم لأنه من النجوم القلائل الذين صمدوا في ذاكرة الجماهير على مدى طويل ووضع بصماته فوق البساط الأخضر .
ترفض ذاكرتي كمتابعة للرياضة الديوانية ان تغادرني صورة العملاق فالح عبد حاچم الذي انطلق من الفرق الشعبية في المحافظة حينها كانت تمثل حافزا مهما للاعبين الشباب للانضمام إليها فبعد أن اشتد عوده انضم الى نادي الرافدين عندها كشف عن موهبته التهديفية .
في العام 1968 زار فريق قوى الأمن الداخلي الديوانية ولعب ضد فريقها الأول الذي كان حاچم ابرز نجومها و بعد المستوى الطيب الذي قدمه أثناء المباراة تمت دعوتهِ للانضمام الى صفوف الفريق و بالفعل مثل الفريق في السنة نفسها.
بعدها لم يحبذ البقاء في الفريق بسبب عشقه للحياة المدنية و لكن حاچم كان يطمح بالذهاب الى بغداد للحصول على مبتغاه و تحققت آماله عندما جاءه عرض لتمثيل نادي السكك الذي كان يعد من الفرق المهمة جداً في دوري المؤسسات آنذاك وبالفعل مثل النادي في العام ذاته .
كان مشرف الفريق عندها صانع النجوم ومؤسس المدرسة الزورائية الراحل جرجيس الياس الذي كشف عن مواصفات جيدة للاعبنا الديواني و تنبأ له بمستقبل باهر على مستوى الكرة العراقية لم تمضِ الا أيام بسيطة وتوقعات جرجيس ثبتت من خلال المستوى العالي الذي يقدمه من مباراة الى اخرى وقد انتبه اليه مدرب منتخب الشباب في العام 1969 فوجد فيه لاعب متميز وتم ضمه الى منتخب شباب العراق الذي خاض مباراته ضد المنتخب الألماني و التي حفرت في الذاكرة اطلق عليها الإعلام مباراة فالح عبد حاچم و التي قاد فيها فريقه لفوز تأريخي على ألمانيا فسجل بمفرده و بطرق مختلفة ثلاثة اهداف .
كانت هذه المباراة هي الهوية التي أدخلت فالح عبد حاچم الى سجل اللاعبين الكبار رغم الفترة القصيرة التي مثل بها المنتخبات الوطنية لكنه ضل اسمآ خالدآ في تأريخ الكرة العراقية.
لم يشبع حاچم من كرة القدم ولا من شعبيتها لأنه كان يمتلك امكانيات كبيرة لم يسمح له بتقديمها بسبب الظروف التي واجهها عندما كان يعيش في قمة مستواه الفني و البدني فقرر الاعتزال ولكن بقى قريبٱ من ساحرته المستديرة فعمل مدربٱ في محافظة الديوانية عمل على تدريب اكثر من فريق لكنه لم يجد الظروف التي تساعده على تقديم أفكاره للاعبين بالشكل الذي طمح إليه.
في الثامن عشر من أيلول من العام 2019 هوى نجمنا الكبير وغادرنا بجسده لكنه لن يغادر ذاكرتنا و بقى نجمٱ لامعٱ في سماء الرياضة العراقية.

إيمان كاظم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة