مقبرةٌ جماعيةٌ لساعاتِ اليدِ

محمد صالح

في كلِ بقعةٍ على جغرافيا
هناك قبرٌ يرتدي الطريقَ
دون قدمٍ أو جواربٍ وحذاء!
كلُ شيءٍ ينزفُ على جغرافيا
ثمةُ ساعةٍ
مجفَفَةٍ من نزيفِ دقائقٍ
مدفونةٍ في رمالٍ مربوطةٍ في عظمةٍ
فتحولت إلى ساعةِ رملٍ
تحدثُ في نفسِها انقلابا!

ثيابٌ رثةٌ يلوكُها تراب
في فمِ قبرٍ لسانهُ من عظامٍ
وشفتاهُ من عاقولٍ
ظاهرٌ للعلنِ
يقبلُها البعيرُ كثيرا
ويبتلعُها على هيئةِ
لقمةٍ محملة بسنينٍ
من الكلامِ تهمسُ في
الأنامِ التي
تزني من أذانِها
ولا تنصتُ للحيِّ
من قبلِ أربعين عامٍ
يخبرُ الدودَ أن يبلغَ
النبي سليمانَ سلام
هذا هو ركامٌ تحت
أرضِ السلامِ!

مناديلٌ ممزقةٌ
محنطةٌ فيها دموعٌ
فسفوريةٌ تلمعُ
في ينبوعِ عيونِهم المفقوعةُ
من جماجمٍ الخاوية
أكلَ صدأُ الأعوامِ القلائدَ
على هيئةِ مشانقٍ فضيةٍ
تتدلى من أقفاصِ المتشابكة
ك الاغصانِ المتيبسةْ
في صدرِ المقابرِ
وأثداءٌ ما عادت رمانٌ
قد توسدَ فيهنَّ اليباسَ
وباتت ك برتقالٍ
سقطَ سهوا من صندوقِ حصادِ الحياةِ
وعيونُ زرقاءَ اليمامةِ
وهي مضطجعةٌ
على جلدِ جروحٍ
كانت تحملقُ بنصفِ عينٍ من ضوءٍ

في أسنانِ جرافاتٍ
وهي تُدفِنُ قوةَ
ضحكاتِ السنادينِ!
لا تنبشُ أحلامَهم الباردةْ
ولا تغطوا عظامَهم
بكساءٍ
قد يثقلُهم من ثقلِ ما يحملون
في السماء!

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة