طالبان الباكستانية تعلن وقفا لاطلاق النار لاحياء محادثات السلام
أعلن متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية أمس السبت وقفا لاطلاق النار لمدة شهر بهدف احياء محادثات السلام المتعثرة مع الحكومة.
وقال البيان “القيادة العليا لطالبان تنصح كل الجماعات التابعة لها باحترام دعوة طالبان بوقف اطلاق النار والالتزام بها والاحجام تماما عن كل الأعمال الجهادية خلال هذه الفترة الزمنية.”
يأتي وقف اطلاق النار من جانب واحد بعد انهيار محاولات لاجراء محادثات سلام بين المتشددين والحكومة. وفي الأسابيع الأخيرة قصفت طائرات باكستانية أهدافا للمتشددين في شمال غرب البلاد وهناك تكهنات بأن الجيش سيشن هجوما في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية الواقعة على الحدود مع أفغانستان.
من جانب آخر اعلن مسؤولون مقتل ثلاثة جنود في القوات الخاصة الباكستانية وجرح ستة آخرين أمس السبت في انفجار قنبلة في اقليم بلوشستان المضطرب جنوب غرب باكستان.
وانفجرت القنبلة التي وضعت على حافة طريق رئيسي يربط بين بلوشستان ومدينة كراتشي الساحلية، عند مرور دورية على بعد نحو مئتي كيلومتر جنوب كويتا.
وقال الناطق باسم قوة الحدود عبد الوصي لوكالة فرانس برس ان “ثلاثة جنود على الاقل استشهدوا وجرح ستة آخرون عندما انفجرت قنبلة زرعها كفار على طريق سريع”.
وضمن نشاط اللاسلاميين المتشددين باستهداف الفرق الطبية قتل أحد عشر شخصا في هجوم بقنبلة استهدف فريقا طبيا يعمل بحملة للتطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غرب باكستان، حسب مسؤولين.
وكانت قنبلة مزروعة على جانب أحد الطرق انفجرت في قافلة فريق التطعيم الذي كانت تحرسه الشرطة، وذلك خلال مروره بقرية بإقليم خيبر بختونخوا القريبة من الحدود مع أفغانستان.
ويعد هذا الهجوم الأخير واحدا بين سلسلة من الهجمات التي استهدفت حملات التطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان.
ولم تعلن أية جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن حركة طالبان الباكستانية تعلن رفضها برامج التطعيم ضد شلل الأطفال، وتعتبرها غطاءً لمؤامرة دولية تستهدف “تعقيم” المسلمين ومنعهم من الانجاب.
وأشارت تقارير أولية إلى أن قافلة التطعيم أصيبت في انفجار قنبلتين منفصلتين، فيما وردت أنباء عن وقوع اشتباكات عنيفة بالأسلحة النارية بين قوات الأمن والمسلحين.
وأكد مسؤولون أن عدة أشخاص آخرين أصيبوا خلال الهجوم ونقلوا إلى مستشفى قريب، ويقال أن بعضهم في حالة خطيرة.
وتشهد باكستان أعمال عنف تستهدف العاملين بالمجال الصحي، الذين يتهمهم المسلحون أيضا بأنهم جزء من مؤامرة غربية “لنشر العقم الجنسي بين المسلمين”.
ومنذ كانون الأول عام 2012، قتل أكثر من 40 شخصا من أعضاء فرق التطعيم الطبية في باكستان من بينهم ثلاثة أشخاص كانوا ضمن فريق للتطعيم ضد شلل الأطفال قتلوا الشهر الماضي برصاص مسلحين مجهولين بمدينة كراتشي جنوب البلاد، وذلك بعد أن بدأت السلطات حملة جديدة في البلاد للتطعيم ضد المرض.
وتعد باكستان واحدة ضمن الدول الثلاث في العالم التي لا يزال مرض شلل الأطفال مستوطنا بها، وذلك إلى جانب كل من أفغانستان ونيجيريا.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، سجلت باكستان 91 حالة لمرض شلل الأطفال العام الماضي، وذلك مقارنة بـ 58 حالة سجلتها عام 2012.