الموقف النهائي لغاية امس السبت
بغداد ـ الصباح الجديد:
اعلنت خلية مواجهة السيول امس السبت، عن الموقف النهائي ، فيما اشارت الى انها ستواصل تقديم الموقف المائي اليومي في عموم العراق واطلاع المواطنين وتطمينهم على سلامة الاجراءات المتخذة.
وقالت الخلية في بيان تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه ان «الموجات المائية العالية بمقدم سدة سامراء مستمرة نتيجة للأمطار التي تساقطت خلال اليومين السابقين وحتى ليلة يوم امس الاول الجمعة تم تسجيل اعلى تصريف خلال السنة لموقع بيجي وبلغ 11500م3/ثا».
واضافت ان «وزارة الموارد المائية اتخذت عدة اجراءات للسيطرة على الفيضان، منها تحويل اكبر كمية ممكنة الى بحيرة الثرثار عن طريق القناة الفيضانية الواقعة مقدم سدة سامراء حيث بلغت بمقدار 10300م3/ثا، وتقليص الاطلاقات من سد الموصل بمقدار 750م3/ثا ومن سد دوكان بمقدار 50م3/ثا، وانخفض اليوم تصريف نهر دجلة في مدينة بغداد بمقدار 90م3/ثا عن يوم أمس ليصبح 660م3/ثا».
وتابعت انه «تم تخفيض التصريف المطلق من سد العظيم بمقدار 50م3/ثا ومن سد حمرين بمقدار 100م3/ثا لتخفيض الضغط عن محافظات بغداد وديالى و واسط وميسان، وزيادة التصريف الممرر في مهرب المصندك الفيضاني الواقع شمال محافظة ميسان من خلال توسيع الكسرة في جانب نهر دجلة الايمن وعمل سن حجري في نهر دجلة موخر المهرب المذكور لغرض رفع المناسيب وزيادة التصاريف الممررة فيه حيث ارتفع التصريف فيه اليوم بمقدار 85م3/ثا عن يوم امس ليصبح 275م3/ثا».
واكدت «استمرار اعمال تقوية السداد ومعالجة الكسرات في كافة المحافظات»، موضحة ان «الخزين المائي المتحقق بلغ 40 مليار م3 ولا زال هناك فراغ خزني في بحيرة الثرثار 31 مليار م3».
ولفتت الخلية الى انه «بحسب توجيه رئيس مجلس الوزراء ستواصل خلية مواجهة السيول تقديم الموقف المائي اليومي في عموم العراق واطلاع المواطنين وتطمينهم على سلامة الاجراءات المتخذة «.
من جانبه وجه محافظ بغداد المهندس فلاح الجزائري بإرسال جهد آلي تابع لمحافظة بغداد عاجل لإغاثة محافظة ميسان والاسهام بدرء مخاطر السيول والفيضانات .
وقال بيان لمحافظة بغداد ان ارسال الجهد يأتي لإسناد الجهد الخدمي والإغاثي لدوائر محافظة ميسان في درء خطر الفيضان والسيول التي تعرضت لها المحافظة بسبب ارتفاع مناسيب الأنهر مؤخرا.
واوضح البيان ان الجهد تضمن ارسال نحو 40 آلية تخصصية لاسناد الدوائر الخدمية المشاركة باغاثة محافظة ميسان.
واكد البيان ان محافظة بغداد تقاسمت جهدها الآلي مع محافظة ميسان في خطوة تعكس التكامل الوطني بين الحكومات المحلية لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وكان محافظ بغداد المهندس فلاح الجزائري وجه قبل ذلك بارسال جزء من الجهد الآلي التابع لمحافظة بغداد الى محافظة صلاح الدين لمواجهة تداعيات الامطار وارتفاع مناسيب المياه.
بات من المعروف ان أمطار هذا الشتاء -وعلى غير عادتها في العراق- بكّرت بهطولها فوق الأراضي الشمالية والشرقية، وسرعان ما تحولت قطراتها المتساقطة إلى سيول عارمة جرفت الأخضر واليابس في طريقها صوب مناطق الوسط والجنوب.
مع كل ما سبق، لم يمنع أن تكون هذه «الموجة الفيضانية» رحمة مهداة لأرض جفت تربتها وغار ماؤها في الأعوام الماضية، لترسم ملامح البشرى والخير لموسم معطاء.
وخلال الشهرين الماضيين شهد العراق معدلات عالية من الأمطار، وكان للمحافظات الشمالية والشرقية حصة الأسد، لكنها تفاوتت في نسبة الضرر الحاصل جراء الأمطار والسيول التي انحدرت من المناطق المرتفعة شمالا باتجاه المناطق المنخفضة جنوبا، التي لم تكن جاهزة لاستقبال هذه الكميات من المياه.
وتسببت السيول في مقتل أكثر من عشرين شخصا، وفقدان آخرين وتشريد آلاف، وغطت المياه بعض الأحياء السكنية ودمرت قرى بأكملها. ووقع الضرر الأكبر على مخيمات النازحين والأراضي الزراعية في محافظات ديالى وصلاح الدين وواسط. وفي نينوى أطلقت المفوضية العليا لحقوق الإنسان نداء استغاثة بعد غرق ثلاثة آلاف خيمة لنازحين.
وفي الديوانية جنوب بغداد طالب اتحاد الجمعيات الفلاحية وزارة الزراعة بتعويض الفلاحين الذين تضررت أراضيهم نتيجة الأمطار والسيول التي أتلفت مساحات شاسعة تقدر بأكثر من 15 ألف دونم لمحصول الحنطة وخمسة آلاف دونم لمحصول الشعير.
من جهتها طالبت الجهات الرقابية الوزارات المعنية بوضع خطة عمل واضحة لاستيعاب ما خلفته السيول من أضرار والاستفادة القصوى من كميات المياه المتوفرة، فقد أكد حسن الكعبي نائب رئيس مجلس النواب العراقي في حديث صحفي امس، أهمية التحرك الجاد لإنقاذ وتعويض المتضررين من جهة، ووضع خطة إستراتيجية للاستفادة من مياه الأمطار من جهة أخرى.
كما شدد الكعبي على «ضرورة مضي السلطة التشريعية في إقرار القوانين الداعمة لتطوير القطاع الزراعي والحيواني في البلاد»، مؤكدا دعمه لخطة عمل وزارة الزراعة خلال الفترة المقبلة بهدف الاستفادة من مياه سيول الأمطار.
وقد شكلت وزارة الموارد المائية خلية لإدارة الأزمة واحتواء الكميات الكبيرة من المياه الجارية عبر توجيهها إلى نهري دجلة والفرات وتخزينها في السدود والبحيرات والأهوار، واعتبر المتحدث باسم الوزارة المهندس علي هاشم أن أمطار الموسم الحالي «بشائر خير» لعموم البلاد برغم ما خلفته من أضرار.
وأضاف هاشم أن مراكز المدن والأحياء السكنية كانت أكثر تأثرا بالسيول لعدم كفاءة قنوات صرف مياه الأمطار فيها، وأن «إدارة هذه المنشآت مسؤولية دوائر البلدية في وزارة البلديات».
ولفت إلى أن مياه الأمطار الأخيرة المتدفقة عبر نهري دجلة والفرات «ساهمت في تحسين نوعية مياه البصرة وخفضت تركيز الأملاح في شط العرب ودفع اللسان الملحي باتجاه الخليج»، حيث كانت التراكيز الملحية تبلغ 25 ألف جزء في المليون لتنخفض إلى 6000 جزء، وما زالت مستمرة في الانخفاض نظرا لاستمرار إدامة إطلاقات المياه باتجاه شط العرب وبمعدل لا يقل عن 100م3/ثانية.