جعفر هاشم السراي
تعد مشكلة السكن وتأمين سكن لائق للمواطنين من أهم المشكلات التي تواجه الدوله في هذه المرحلة اذ يعاني بلدنا منذ عقود من ازمة حقيقيه ومزمنه في قطاع السكن وذلك لأسباب عديدة أهمها انشغال البلد بالحروب العبثيه التي ارتكبها النظام السابق حيث تحولت موارد الدوله الى القطاع العسكري والمجهود الحربي في الثمانينات ومن ثم فرض الحصار الاقتصادي الذي عطل جميع مفاصل الدولة في التسعينيات وبعد عام 2003 بقيت المشكلة على حالها من دون معالجات حقيقية والدليل على ذلك هو تخصيص مبالغ بائسة الى قطاع السكن في جميع موازنات الدوله وكذلك تعثر الاستثمار في البنى التحتية ونتج عن ذلك انتشار السكن العشوائي بشكل كبير جدأ وكذلك زياده المشكلات في الاحياء الفقيرة بسبب كثرة افراد العائله الواحدة وانشطارها فاصبحت مشكلة السكن تمثل العائق الاكبر امام المواطن العراقي .
وقد اظهرت الدراسات الخاصة بهذا الشان حاجة العراق الفعلية من (2-5) مليون وحدة سكنية وقد سيستمر هذا العجز بالزيادة اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار ايضا دمار البنى التحتية للمناطق المحررة من عصابات داعش المجرمه والتي يحتاج اعادة بناءها وتاهيلها الى مبالغ كبيرة في ظل التقشف وقلة الموارد الماليه التي يعاني منها بلدنا وهذا تحدي اخر يضاف الى كاهل الحكومة المثقله بالهموم وعلية لابد ان تكون الحلول الموضوعه لها حلول استراتيجية شاملة ومن هذا المنطلق جاءت مبادرة دولة رئيس الوزراء بضرورة توزيع قطع اراضي سكنية للمواطنين و تتولى وزارة الاعمار والاسكان والبلديات والاشغال العامه هذه المهمة وعلى الفور قام السيد وزير الاعمار والاسكان الاستاذ بنكين ريكاني بتشكيل فرق عمل متخصصة لتنفيذ هذا الامر والقيام بجرد الاراضي وفرزها في بغداد والمحافظات ومن خلال متابعتنا نرى بان هناك جديه كبيرة ونشاط مستمر للسيد الوزير وذلك من خلال الاجتماعات واللقاءات المستمرة والمتواصلة مع هذه اللجان لاستعراض المخططات ومناقشة الرؤى والاجراءات المتخذة لتحقيق هذا المشروع الوطني الكبير الذي سينصف جميع طبقات الشعب العراقي وخاصة الفقيرة والكادحة منها ويشعرها بانتماءها الحقيقي لهذا الوطن وحسننا فعل السيد الوزير عندما اشرك مستشاره لشؤون الاعمار والبلديات المهندس احمد اسماعيل مجيد بهذا الموضوع كونه من الكفاءات العراقية التي كانت لها بصمه واضحة في عملية اعادة اعمار العراق في بداية التسعينيات وهو رجل مهني وميداني ومتابع من الطراز الاول ونتمنى ان يكون المشرف على جميع مشاريع بناء الوحدات السكنية وانا على يقين مطلق بان النتائج ستكون ايجابية جدا وذالك من خلال ادخال تقنيات جديدة في البناء وسرعه الانجاز ودقة التنفيذ وهنا لابد من الجميع وخاصة وسائل الإعلام المختلفه بدعم ومؤازرة وزير الاعمار والاسكان لإنجاح هذا المشروع والله ولي التوفيق .