صياد الهموم يختار الرحيل

تل الورد عاتبني وكلت لاباس
بعدنا نريد نسمع ياترف لاتكول لابس
تعثر حروفي من اهيسك جفن لابس
صدك صديت وجهك .. هاي هية؟!!
فجع الوسط الادبي صباح أمس بخبر وفاة الشاعر الكبير عريان السيد خلف، وبين مصدق ومكذب للخبر، اتصل بعدد من الأصدقاء للتأكد هل حقا أبا خلدون غادر الحياة؟ ام انها مجرد إشاعة مثل غيرها من الاشاعات التي تقفز امامنا يوميا على صفحات الفيس بوك بوفاة شاعر او فنان، ولكن دموع الأصدقاء سبقتهم بالردج لأتأكد من خبر وفاة أبو خلدون الصديق والشاعر الكبير، الذي يعد مدرسة نهل منها اغلب شعراء العراق، ليكون لهم مرجعا بالمفردة الشعبية الانيقة، والصورة التي تستفز المتلقي بروعتها وتميزها.
قالها ويكررها بأنه لن يتوقف عن كتابة الشعر لاخر يوم من حياته، وقد وفى بوعده، وكان يحضر لمشروع أدبي ضخم مع دار ومكتبة سطور للطباعة والنشر والتوزيع لطباعة اعماله الشعرية الكاملة، وتم توقيع العقد في يوم وفاته صباحا، لكنه للأسف لم ينتظر ليراه في عيون محبيه ومتابعين قصائده التي أضحت مثالا يستشهد به العراقيون في أحاديثهم اليومية.
غريب حقا هذا القدر، قبل مدة تعرض الشاعر الى حادث مروري خطير، بعد سقطت مركبته من اعلى شارع محمد القاسم، ورقد في المستشفى لاشهر، تحت اشراف فريق من الأطباء، وتلقى العلاج الجسدي والنفسي بدعم من أصدقائه وعائلته، وتجاوز الازمة وكنت التقيته في مؤتمر الادباء العرب وكان قويا ساخرا من المرض والموت، لكن يبدو ان مقولة (كل من بيومه) طاغية على يومياتنا! فها هو يرحل بعد ان مرت عليه حوادث واحزان، ستبقى بيننا بقصائدك، وتبقى مرجعا لكل شعراء العراق، نم بسلام والى روحك الرحمة.
حذام يوسف طاهر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة