علي لفته سعيد
ربما لا أشبه أحدًا
لا أركض كي أعيد العمر للربيع
مؤمنٌ جدا أن الخريف طريق
لا أشدّ على معاندة ما يراكضني من المرض
لست نبيًا لأداوي الجروح بإدمان السماء
لست حوذيًا لأسمع الصهيل
منتظرًا ما تسفر عنه القصيدة
ارتكب الحماقات كثيرًا
وإن كنّ من نوع خاص
أناقش كثيرًا
معتقدًا بضرورة الجدل
أسأل كثيرًا
مؤمنً بأن الإجابة حياة
أواجه الحمقى أكثر
لكني لا أضع فوق لساني المبتذلات
رغم نميمة المبتذلين
أضع الله أمامي وأتخيّل إنه يراقبني
يقول لي أعطيتك كثيرًا من قدرة النطق
ولا أضحك
يا إلهي
لماذا لم تعلّمني كيف أصمت
المتحدّثون المقبولون
في هذا الزمان
أما أنبياء
أو أنهم أكثر خديعة من الشيطان
ربما لا أشبه أحدًا
أفضّل البقاء على قيد الحرف
مغنيًا على ساقيةٍ لم تطأها أقدام الحاسدين
مؤمنٌ بأن الوحدةَ إنقاذٌ من شظية النميمة
أنا المشاكس
أشدّ على القناعة
مثل قبضةِ فلّاحٍ على حصاد سنابل
مثل فقيرٍ على حفنةِ دراهم
مثل عاشقٍ على حلمِ قُبلة
ربما أودع ما استجير به
في زمنٍ لا يقبل القسمة على العقل
أو أرتّب الصدق مثل مكتبةٍ سومرية
لا يخاتلها الغبار
أو أوزّع ابتسامةٍ كاذبةٍ على لحى المتملّقين
ربما لا أشبه غيري
لأني لا ابيع الماء في حارة سقّائي الكذب
لا أيمّمُ شطرَ كلّ قصيدةٍ تمتدحُ الأغبياء والأدعياء
أو أصحاب الوجهين أو من نام على فراش النفاق
ربما
لأني أقول ما على لساني
يختمر المعنى في أذن من يسمعني
فلا يفهم
غير نميمةٍ لها دبيب الغباء
ربما لا أشبه أحدًا غيري
كلما نهضت لأناقش
صاح أكثر من واحدٍ (أووووهووو )
جاء من يشاكس في النقاش ولا يهز رأسه و(يمشي الأمور)
يراد أن احرّك رأسي لانتفاخ الحروف
أن أرفع أصابعي لبتر الأسئلة
أن ألوّح بالأكف لأصديق الكذب
أن أقضم أظافر الضوء لأزيد من ظلمة الصورة
أن ابني طابوق الصمت
كي لا يتحرّ ك في القبر سوى الصراخ