النزاع يبلغ اشده بين الاحزاب الرئيسة الثلاثة
السليمانية – الصباح الجديد – عباس كاريزي:
مع اقتراب الموعد النهائي لاجراء انتخابات برلمان كردستان المقرر في الثلاثين من شهر ايلول سبتمبر الحالي، تشتد حملات الدعاية الانتخابية التي باتت تأخذ شيئا فشيئا طابعا اكثر حدة وتحديدا بين الاحزاب الرئيسة الثلاثة في الاقليم.
فبينما وعد رئيس قائمة الاتحاد الوطني الكردستاني قباد طالباني بالغاء نظام الادخار الاجباري في مرتبات الموظفين، وقال الحزب الديمقراطي بانه سيبني كردستان قوية، وجهت حركة التغيير انتقادات شديدة اللهجة الى الحزبين الرئيسين في الاقليم.
وقال قباد طالباني رئيس القائمة للاتحاد الوطني الكردستاني في مهرجان لقائمته بمدينة كوية امس الاثنين، بالسير على نهج الرئيس مام جلال نحو تحقيق جميع امال شعب كردستان، مؤكدا ان القوة الوحيدة التي تستطيع ايجاد التوازن في كردستان هي، الاتحاد الوطني الكردستاني.
مبينا: ان النفط اصبح محل امتعاض وغضب شعب كردستان، لافتا الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني سيعمل من اجل ايجاد اقتصاد متنوع يعتمد على الزراعة والصناعة والسياحة بايجاد 10 الاف فرصة عمل للمواطنين، وحل مشكلة النفط مع الحكومة الاتحادية للتفرغ لمعالجة جميع مشكلات المواطنين.
واضاف طالباني في سياق حديثه، ان عدم التصويت اومقاطعة الانتخابات سيصب في خانة الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عدّه الخصم الوحيد لحزبه في هذه الانتخابات.
واكد طالباني بانه على جماهير كردستان ان لا تسمح ان يتفرد حزب بعينه بادارة الحكم في الاقليم، لذا فان عليهم التصويت للاتحاد الوطني الذي من شأن فوزه ان يعدل ميزان القوى المختل في الاقليم.
من جانبه طالب مسؤول مركز تنظيمات كوية في الاتحاد الوطني الكردستاني برهان سعيد صوفي في كلمة الجماهير الى التصويت للاتحاد الوطني، كي يمنعوا بذلك تفرد الحزب الديمقراطي بالحكم الذي يستضيف كل فترة محتلا داخل اراضي الاقليم، وذلك حسب قوله.
حركة التغيير من جانبها، قالت ان الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني فشلا في ادارة الاقليم خلال الاعوام ال 27 الماضية، وعليهم التخلي عن السلطة واتاحة الفرصة امام احزاب اخرى لتقوم بمعالجة الازمات التي خلفتها سياسة الحزبين على شعب كردستان.
من جهته انتقد الحزب الديمقراطي منافسيه الاتحاد وحركة التغيير، مشيرا الى ان الانتقادات التي وجهت اليه غير صحيحة، وانه لا يقف وراء الازمات التي يعيشها الاقليم.
واضاف رئيس قائمته هيمن هورامي» انا استغرب التهم التي توجهها الينا حركة التغيير والاتحاد الوطني وهو شريك في حكومة الاقليم، باننا السبب وراء المشكلات وان التصويت لنا سيعمق المشكلات في الاقليم.
وتابع ساخرا اذا كان الاتحاد الوطني عاجزا عن معالجة مشكلاته الداخلية فكيف به ان يعالج مشكلات الاخرين.
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في كردستان قد فرضت عقوبات مالية على عدد من الكيانات والمرشحين المشاركين في انتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كردستان، نتيجة لعدم إلتزامهم بقوانين وتعليمات المفوضية.
ويقول مدير إعلام وعلاقات المفوضية إنهم تلقوا تقارير عن مخالفات أخرى ارتكبتها الكيانات والمرشحون، وقد رفعت إلى مجلس المفوضين لدراستها.
وأعلن مدير إعلام وعلاقات المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان، شورش حسن، لموقع روداو بأن المفوضية عاقبت سبعة كيانات ومرشحين اثنين حتى الآن وغرمتهم مبلغ 21.5 مليون دينار.
وأعلن حسن «تم تغريم حراك الجيل الجديد بعشرة ملايين دينار، لارتكابه أكبر عدد من المخالفات خلال حملته في الانتخابية. فيما غرم الحزب الديمقراطي الكردستاني وأحد مرشحيه أربعة ملايين دينار، وغرم الاتحاد الوطني الكردستاني بثلاثة ملايين، وتم تغريم كل من تحالف نحو الإصلاح، حزب التنمية التركماني، حزب الإصلاح التركماني، المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري بمليون دينار لكل منهم، وغرم رئيس كيان الأرمن، يروانت نيسان، خمسمئة ألف دينار».
وكان مع بداية الحملة الانتخابية لانتخابات برلمان كردستان، هناك 23 مرشحاً مسيحياً مستعدين لخوض التنافس على خمسة مقاعد مخصصة للمسيحيين في البرلمان، لكن عند بدء الحملة الانتخابية، نتيجة لتدخل الأحزاب الكردستانية في مقاعد الكوتا، أعلن حزب أبناء النهرين مقاطعته للانتخابات، وبهذا بقي التنافس منحصراً على 18 مرشحاً، أغلبهم في محافظة دهوك.
كان الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، يُتهمان في السابق بترشيح أنصارهما والعمل على فوزهم بمقاعد الكوتا، وفي هذه الانتخابات انضمت إليهما حركة التغيير التي أعدت قائمة بمرشحين مسيحيين.
المرشحون المسيحيون لخوض انتخابات الدورة الخامسة لبرلمان كردستان هم: خمسة مرشحين عن قائمة الرافدين، ثلاثة عن القائمة الديمقراطية المسيحية، خمسة عن المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري، وخمسة عن تحالف الاتحاد القومي.