مزاج الخير!

يلعب “المزاج” الشخصي دوراً كبيراً ومؤثراً في الكثير من القرارات والمواقف والأحداث والظروف والقضايا سواءالتي نعيشها أو التي نتعايش معها، فإذا كان مزاج المرء على (24حباية)، فإن نتائج ذلك ستكون إيجابية وطيبة علىالصعيدين الخاص والعام… أما إذا كان المزاج عكراً ومكدراً بدرجة عشرة على عشرة على مقياس ريختر.. فيا ساتراستر وبالتأكيد ستكون النتائج وخيمة وعلى غير ما تشتهي السفن!
وإذا ما تصادف أن تعكر مزاجنا أحياناً نحن “الفقراء الى الله” لأي ظرف أو سبب كان فإن تأثير شظايا ذلك ستكونعلى نطاق محدود لا تتجاوز الدائرة أو الحلقة التي تحيط بنا من الأهل والأصدقاء والزملاء فقط… أما إذا تعكر أوتكدر مزاج السياسي أو المسؤول فقد يؤثر ذلك على مصير شعب أو مستقبل أمة بأكملها… وما أكثر القرارات”المزاجية” المصيرية التي اتخذها حكام وقادة وملوك ووزراء الأمة الربيعية الخالدة على مدى العقود الماضية الىوقتنا الحاضر، وما أسهمت به هذه “المزاجيات” من تمزيق وتفكيك وحدة شعوبهم.. وتراجع اقتصاديات بلدانهموحرمان مواطنيها من ثرواتهم وزادتهم تخلفاً وفقراً وفاقة.
إن الظروف والأحداث الدموية والدراماتيكية والتاريخ الحزين لبلدنا.. ألقت بظلالها على المزاج العام للمسؤولينوللمجتمع بأسره، ما جعله -بشكل عام- متقلباً قلقاً يميل في كثير من الأحيان الى الغضب والتخبط والتوتر والتشتتوالانهيار والتردد.. حتى لو كان ذلك بدرجات متفاوتة، ولهذا يجد علماء النفس أن للألوان علاقة مباشرة بأمزجتناوسلوكنا أيضاً، فالعالم النفساني سيغمان مارتن يؤكد هذه الفرضية بعد توصله من خلال دراسة بهذا الشأن الىالتأثير القوي لذلك ويعزوه الى التغيرات البايولوجية للإنسان.. وإذا كان العالم مارتن يجد في اللون الأسود هوالأنسب لملابس “السهرة” للمرأة وفق نظرية عشاق عبارة “من لبس السواد سبا العباد”.. لأنه يشع بالفخامةويجعلها (برنسيسة)، فإننا نعتقد بأن العالم مارتن كان سيغير رأيه لو علم أن نساءنا وأمهاتنا هن (برنسيسات) عنجدارة واستحقاق لأنهن سبقن اكتشافه في أهمية اللون الأسود منذ عقود.. بل دهور مضت واتخذن منه رفيقاً لايفارقنه لا في صباحاتهن ولا مساءاتهن ولا سهراتهن ولا حتى في حلهن وترحالهن.. حتى تلونت أرواحهن وقلوبهنبالسواد بسبب فقدانهن لولد او زوج او اخ في معركة مجنونة او في تفجير ارهابي ، ولم تسنح لهن الفرصة لتجريبالألوان الأخرى واكتشاف تأثيرها على أمزجتهن … وهذا ما كتبه القدر عليهن…!
وإذا كان الحكيم مارتن ينصح باللون الأحمر أيضا لأنه يمنح بني البشر إحساساً بــالحـــيويــة والنــشــاط والطاقةوالتجدد… فهـو هنا يجهل أيضا أن العراقيين قد سبقوه في ذلك بعد أن اصطبغت مــــساجـــدهـــم وكــنـــائســـهم وبيوتهموشوارعهم ومدارسهم وملاعبهم وحدائقهم باللون الأحمر وأصبحت عيونهم لا ترى إلا اللون الأحمر الطبيعي وهولون دم الأبرياء الذي يُسفك هنا وهناك مجاناً.
والمزاج عند أهل اللغة ما يُمزج به من الشراب ونحوه، وكل نوعين امتزجا فكل واحد منهما مزاج.. ويجد البعضبأن هذه المفردة هي اشتقاق من الكلمة الآرامية “مزاج” وتعني أيضا “الطبع “.
وقد تنضم مرغماً في يوم ما الى جمعية أصحاب الحظوظ السيئة.. عندما تكتشف أنك تعمل في زمن لا يُعرف لمزاجساسته ثبات وقرار واستقرار، أو تواجه عند مراجعتك دائرة ما.. لإنجاز معاملة… موظفاً أو موظفة كان مزاجه أومزاجها زمهريراً..!
وينصح العالم ابن القيم في كتابه “زاد المعاد ” أصحاب الأمزجة بتناول الرطب أو التمر لأنه يقوي المعدة الباردةويلين الطبع والمزاج !
فهل هذا يعني أن علينا أن ندس “التمر” في فم صاحب كل “مزاج رمادي”.. نصادفه في طريقنا عسى أن نعدلمزاجه ..؟

-ضوء
مزاج “المواطن” لابيقدم ولابيأخر!
عاصم جهاد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة