صادق باخان
بغداد صارت تختنق بالسيارات ، مراهقون يقودون سيارات فارهة حصلوا على اجازات السوق بطرق ملتوية والنتيجة – مجزرة السيارات ويبدأ الفيلم المرعب – الحديد يحترق ، الجثث تتطاير ويصطبخ الاسفلت بالدم ، لوحة ابشع من لوحة غورنيكا لبيكاسو ، هذا هو سيناريو مجزرة السيارات الذي نشاهده كل يوم .مشكلة المرور مشكلة عالمية وضحايا الحوادث بالآلاف ، يا الهي كل هذه الدماء لحلاقة ذقن الجنون !! هكذا صار الناس يؤمنون بأن السفر بالطائرات اسلم من قيادة السيارة ، الالاف يموتون وسط هذا العبث او يتحولون الى معاقين تجرهم الكراسي المتحركة .
حين يأتي علماء النفس والاجتماع لدراسة ظاهرة الموت المجاني نكتشف حقائق غريبة وراء هذا السلوك العبثي ، يقول علماء النفس بان قائد المركبة يتحمل المسؤولية الاولى في هذه المجزرة اليومية لانه اولا لا يحترم ذاته او انه فقد احترامه لذاته وبذلك فانه يتصرف بهذا الشكل العدواني في قيادة سيارته تعبيرا عن الضغوط النفسية التي يعاني منها كما انه يفتقر الى الحساسية الجمالية المهذبة فتراه لا يحترم قوانين المرور ويتصرف كما لو انه مركز الكون ، ويرى العلماء ان من يتعامل مع قوانين المرور كأنها قيود تقيد حريته فهو ما يزال يعاني من المراهقة ويعاني من السلطة الابوية فيلجأ الى التمرد على القوانين فيحطم الصورة الجمالية لحالة الانسجام بين الانسان وبين البيئة المحيطة به وبذلك تعم الفوضى وتسود النزعة العدوانية في الشارع .
ويفسر علماء اخرون حوادث المرور من رؤية اخرى فيقولون بان بعض سائقي السيارات يعانون من مركب النقص ولذلك تجدهم يقودون سياراتهم بسرعة جنونية منطلقين من شعور غامض يدفعهم الى ان يصبحوا في المقدمة تاركين الاخرين خلفهم كانهم في سباق مع الزمن او مع انفسهم وبذلك يسببون هذه الحوادث نتيجة هذه الاحاسيس الغريبة التي تسيطر عليهم في اثناء القيادة .
وبين هذا وذاك تحصل مجزرة السيارات كل يوم ويذهب الالاف ضحايا لها فتخسر الدولة ثروة كبيرة كما يخسر الانسان نفسه نتيجة هذا الجنون الجماعي ، وما الحل ؟
يقول علماء النفس ، احترم ايها السائق نفسك اولا واحترم اخلاقيات الشارع وقوانين المرور ، وقبل هذا وذاك تمتع بحساسية مترفة وبحب الحياة فالبطولة هي ان تصل الى منزلك واولادك بسلام وتجنب ان تقع ضحية مجزرة السيارات