نعلم جيدا إن أي موضوع في أي مجال، لابد أن تكون له رسالة إنسانية سواء من خلال تجسيده لدور معين في المسرح أو السينما، أو من خلال كلمة له في قصيدة أو قصة أو رواية، وطوال متابعتنا لحوارات المبدعين الأدبية والفنية ، نجد أن هناك إصرارا منهم على إنهم يكتبون ويبدعون و (يضحّون) من أجل إيصال رسالة إنسانية ، ( وهذا يشمل الفنان الملتزم وحتى غير الملتزم ) ، الكل يدعي أنه يعمل لأجل رساله إنسانية ، وهي ( الرسالة ) إن صحت فإنها ستكون الموجّه والبوصلة التي تغير إتجاهاتنا الفكرية ، وإلا .. لماذا نكتب ، ولماذ نجتهد أن نقف على خشبة المسرح ، أو لماذا نؤشر الواننا على لوحة ، لا تقدم ولا تؤخر؟ ، إذن الالتزام والشجاعة في إطلاق آرائنا هو ليس بطرا ولا منّه ! ، بل هو واجب لابد من إحترامه والعمل عليه ، أقول هذا وأنا أرى بأسفٍ، إن الكثير من مبدعينا ( من الجنسين) ، لا يجرأون على إبداء رأيهم في موضوع عادي جدا ، الخوض به لا يشكل خطورة ، آراء بعيدة عن السياسة قريبة من الانسان ،
اذا القينا نظرة على تعاملنا فيما بيننا كزملاء وأصحاب وو الخ، نبقى مكبلين بالمجاملات اذا جاز لي التعبير، مما يعزز في دواخلنا الصدأ المتراكم على مهمة البوح وحرية التعبير، وهذ ما أشار له الأستاذ الباحث علي الوردي في اكثر من بحث وكتاب.
نحن بحاجة الى تجربة فعل الشجاعة، في يومياتنا بالعمل وخارجه، وهو امر سيأتي أكله في وقت قريب بعد ما تكشف اغلب التجاوزات على حقوق المواطن العراقي، وتلك كما اعتقد من بين مهام الأديب والفنان المثقف.
ومن خلال عملي الصحفي إكتشفت أن مجرد إستطلاع لآراء بعض الأدباء والفنانين حول قرار معين ، أو تصريح معين (ليس له علاقة بالسياسة) يخلق خوف ورهبة في تعاطيهم مع هذا الموضوع ، رغم ان العديد منهم يقيم خارج العراق ، بمعنى انه حتى لو كان هناك إدانة فلن تصلهم لأنهم هناك ، فكيف بنا ونحن هنا ! .
حذام يوسف طاهر