نعومي ريبلانسكي في عيدها المئة
سارة حبيب
عن عدم الكتابة
بلسانٍ معقود، أقف أمام
ذاتي مثل محقق.
لقد أحببتُ أن أحدّد الوقت
بخفقة، بقصيدة.
لكن الوقت حددني بإبهامه،
وأبطأ رقّاص الساعة.
أبطأه، أو أوقفه:
الكلمات بُترت، الكلمات أُسقِطت
لا فائدة من اختراع
الحجج أو أدلّة البراءة.
الآن، بغرابةٍ، ما أزال أتنفس
جيدًا رغم تجاوزي التسعين.
ما بدأ قد شارف على الانتهاء،
لكن ما يزال عليّ أن أستمر بالتفكير
كلما بحثتُ أكثر،
كتبتُ أقلّ،
حتى يجلب الوقت
كزازهُ الحجري.
ميراث
«خمسة دولارات، أربعة دولارات، ثلاثة دولارات، دولاران،
دولار واحد، ولا شيء، وما الذي سنفعله؟»
هذا هو القلق الذي لم يُقل قط
لكن مرّ كثيرًا في رأس أمي
وظهر جليًّا في تكشيرة والدي
لدرجة أنها لنا، نحن الأطفال، هبطتْ لأسفل.
هبطتْ مثل السخام، مثل الثلج،
في حيّ برونكس المرمي الأحلام، في الماضي البعيد.
لقد تخلصتُ منها بهزّة من الرأس.
نطّطتُ كرتي، أكلت الخبز الساخن،
تزحلقتُ إلى أسفل التلة الكثيرة الانحدار.
لكن كان يجب عليّ أن أستمع، رغمًا عنّي:
عندما تهبّ الريح بشكل خاطئ، يمكن أن أسمعها اليوم.
عندها يتوقف قلق أمي عن الدوران.
ثم، وكما لو أنها في مكانها الصحيح،
تكشيرة أبي تقسم وجهي.
أزمة سكن
لطالما حاولت أن أعيش في مساحة صغيرة.
شغلتُ سريرًا ضيقًا.
طويت مرفقيّ إلى جانبيّ.
حاولتُ أن أخطو خطواتي بحذر
وأن أفكر بهدوء
وآخذ أنفاسًا غير عميقة
في حصتي من الهواء
وألا أزعج أحدًا.
لكن انظر كيف تمددتُ دون أن أستطيع منع ذلك.
أخذتُ لنفسي أكثر وأكثر، دون أن آخذ شيئًا
لا أحتاجه، لكن حاجاتي نمت كالأعشاب الضارّة،
في كل الأنحاء وراحت تتمدّد،
فحشوتُ هذا المكان بكل عدّة العيش.
هذه التي تتعثر بها أنتَ يوميًا.
ومن ثم أخذت رئتاي امتلاءهما.
فلهثتَ أنت في طلب الهواء.
اعذرني لأني أعيش،
لكن، بما أني أعيش،
حين أُعطى إنشاتٍ، سآخذ ياردات،
وحين آخذ ياردات، سأحلم بأميال
ومساحاتٍ بلا حدود
واسعة بلا قيد.
وأنتَ كذلك تحلم بالمثل.
الشعرات الشائبة
الشعرات الشائبة
تزاحم الشعر الأسود.
ولا واحدة منها
تجلب لي الحكمة.
التجاعيد
لا تقدم لي درعًا.
ما أزال أرتجف
لسهامِ أيّ أحد.
أغنية مدوّرة
…عندما تغادر تلك البهجة إلى الأبد
أحرّك ذراعيّ تحت الدم.
عندما يتحرك دمي باضطراب
أخيط ملابس طفل.
عندما لا يكون ذلك الطفل قد ولد
أتكئ بصدري إلى شوكة.
عندما لا تجلبُ الشوكة أيّ تنفيس
أنهضُ وأعيش، أنهضُ وأعيش.
عندما أعيش من يدٍ ليد
أقف عاريةً في السوق.
عندما أقف ولا أباع
أصنع نارًا في مواجهة البرد.
عندما لا يدمرني البرد
أقفزُ من الفخ على بهجتي…
نعومي ريبلانسكي: شاعرة من نيويورك، رُشحت لجائزة الكتاب الوطنية، من مواليد عام 1918 وصادف عيد ميلادها المئة يوم 23 أيار/ مايو 2018.