الشاعر حسين نهابة
سيأتي يومٌ وتلتقي اعيننا مُصادفة
ربما في مَمراتِ العُمر المُفترسة،
وربما في آخرِ عتمةِ فَجر
أركلُ هذا الشوقَ المُختلط بسحرِ الأماكن
وأبّشُ في عِطرِ ذكرياتكِ يَندلقُ دون وَجل،
نِداءاتٌ بَعيدةٌ تَغيبُ على وَجهكِ
وبَسمةُ ذُهول،
في اي العُصورِ عَرفتُكَ؟ لا أتذكر
وتحُاولينَ ثانيةً ولا تتذكرين
فدروبكِ شائكة، والوجوهُ كَثيرةٌ مُعلّقة
أتلبّسُ صَلاة الغائبِ،
وأقصي عني مَرارةِ رَجل مُعكتف
كان يَبحثُ في كُحلكِ عن وَطن
أتعكزُ عليكِ في منامي
بخطى وئيدة
أيتها المُسافرة التي ملكتْ عليّ دقائقي،
ساعة ألبسُ شِراعَ مُهجتكِ،
وأخرى اتوارى خلف براكين صَمتكِ، تغتالني.
متى تهدأ العيون الصاخبة،
وتتكسرُ صُخور السفر على مئذنةِ الأمل؟
الشفاهُ تبحث عن اسمها
والأفقُ مُتردد بين أفول واغتراب.
كالحب في خزائنِ العرسان،
أهدي اليكِ زفافي،
نهرٌ يأبى أنْ يهربَ من خارطةِ الضفاف.
ما فتئتُ أطوفُ بوجهٍ ضائعٍ
بين الواح السنين.
أشتهي ان أراكِ قبل كل مصادفة،
وأقرعُ معك أجراسَ مدرستي القديمة
في صباحٍ مُغلّف برائحةِ الحنين،
أما تزال جدرانكِ صدعة
تتهاوى على ساعدي؟