«المربد» واحة الشعر و»الحجاج» من عبيرها
فريق اعلام المربد
بمشاركة مثقفين عرب، وعراقيين، وأجانب انطلقت فعاليات مهرجان المربد الشعري بدورته الثانية والثلاثين (دورة الشاعر الكبير كاظم الحجاج) والذي اقامه اتحاد الأدباء في البصرة، تحت شعار (المربد واحة الشعر)، مساء الأربعاء 7/2/2018 في قاعة المركز الثقافي النفطي.
رعى حفل افتتاح المهرجان الذي بدأ بتلاوة آي من الذكر الحكيم، وعزف النشيد الوطني العراقي، رئيس الجمهورية فؤاد معصوم وفي كلمته المتلفزة التي خصّ بها المهرجان، حيّا المشاركين في المربد، وكلّ من حلّ ضيفاً على البصرة، بصرة الفراهيدي، الجاحظ، سيبويه، ابن سيرين، وصولاً إلى السياب. وأعرب عن سعادته البالغة، لأنه قضى شطراً من حياته في البصرة التي عمل أستاذاً في جامعتها العريقة، مؤكداً أن البصرة مازالت حاضرة الثقافة والإبداع، مشدّداً، في الوقت نفسه، على أنّ مسؤولية الشعراء تكمن في حفظ التاريخ الروحي للحرية، وأثنى في ختام كلمته، على مبادرة الأدباء بتسمية دورة مربد هذا العام باسم شاعر بصريّ كبير هو الشاعر كاظم الحجاج.
وشهد حفل الافتتاح تقدم كورال كنيسة الراهبات أنشودة المربد التي كتب كلماتها الشاعر كريم العراقي، ولحنها الفنان عماد مجيد العلي، وعدد من الكلمات، بدأت بكلمة مقتضبة رحب محافظ البصرة الأستاذ أسعد العيداني بضيوف البصرة متمنياً لهم طيب الإقامة فيها، وكلمة أخرى للأستاذ طاهر الحمود، اكد فيها أهمية انعقاد مهرجان المربد في بصرة الإبداع، لافتاً إلى أن مربد هذا العام ينطلق في أجواء انتصارات قواتنا الأمنية على الإرهاب في ملحمة وطنية تضافرت فيها جهود العراقيين جميعاً. وأعرب عن تطلعه إلى أن يساهم الشعراء والمثقفون في صناعة التغيير المنشود الذي يفتح الآفاق على حياة جديدة، مشدداً على أهمية عودة العراق إلى الحاضنة العربية، مقدماً تهنئته الخاصة للشاعر المحتفى به.
وألقى الأستاذ حبيب الصائغ رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العرب كلمة قال فيها أنّ العراق ظلٌّ، ونبعٌ، وإلهام، وشدد على أن الشعراء هم الدعاة إلى الفرح، والبصرة أولى باحتضان أفراحهم. وختم بالقول: شكراً للبصرة، شكراً للعراق، شكراً للمربد.
وألقى الأستاذ ناجح المعموري رئيس اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين كلمة أخرى حيا فيها البصرة على انتاجها للتنوع وقدرتها على صنع الإبداع في أبهى صورة.
وفي كلمة أخيرة شكر الدكتور سلمان كاصد رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة محافظ البصرة على دعمه الكبير للمهرجان مرحباً بممثل رئاسة الوزراء ووزارة الثقافة وجميع الحضور ضيوفاً وأصحاب الدار مؤكداً أن الشعر يجتمع كله في مدينة اكتشاف الحرف والملحمة الشعرية الأولى. كما شكر وزارة النفط والنقل واتحاد الأدباء المركز العام وأعضاء مجلس محافظة البصرة على ما قدموه من دعم للمربد.
قدم بعدها الفنان علي نجم مشاري وفرقته وصلة موسيقية متنوعة.
ثم انطلقت الجلسة الشعرية الأولى للمهرجان التي افتتحها الشاعر الكبير كاظم الحجاج فألقى قصائد قصيرة مختارة من تجربته الشعرية الطويلة. تلاه الشعراء حمدة خليل / الإمارات المنصف المزغني/ تونس جاسم الصحيح / السعودية عبد الله الفليكاوي / الكويت آرات حسن / العراق. واختتمت دائرة السينما والمسرح في البصرة فعاليات الافتتاح بتقديمها لوحات فنية، وأوبريتاً نالا اعجاب الجمهور الكبير الذي اكتظت به القاعة.
وعلى هامش المهرجان افتتح معرض تشكيلي لجمعية الفنانين التشكيليين في البصرة اشتمل على أعمال في الرسم والنحت لعدد من أعضائها. وعكست هذه الأعمال تجارب متنوعة، وأساليب فنيّة حديثة.
تناوب عرافة الحفل كل من الشاعر معن غالب سباح والشاعر عمر السراي والإعلامية اللامعة بروين حبيب.
وفي صباح الخميس 8/2/2018 افتتحت الجلسة الثانية ضمن فعاليات مهرجان المربد الشعري الثاني والثلاثين في قاعة الفراهيدي بفندق البصرة الدولي وقد قرأ في الجلسة كل من الشعراء:
(محمد الحرز / السعودية -عارف الساعدي/ العراق-حسن بعيثي/ سوريا-أجود مجبل/ العراق)
وابتدات الجلسة المسائية لليوم الثاني لفعاليات المهرجان بقراءات شعرية لكل من الشعراء: (حميد حسن جعفر- حسن عريبي / دمشق – سراج محمد – بروين حبيب / الإمارات- حسن الربيعي/ السعودية- سهام الشعشاع/ لبنان- رعد زامل / العراق – علي نوير / العراق- معن غالب سباح/ العراق- فوزي السعد / العراق- عبد الواحد سويح / تونس- زهير بهنام بردى / العراق- سمرقند الجابري- إبراهيم كوريالي / العراق- عادل البصيصي / العراق- كاظم مزهر- عبد المنعم الأمير)
و أختتمت فعاليات اليوم الثاني للمهرجان بجلسة نقدية عن الشاعر الكبير كاظم الحجاج أدارها الدكتور سلمان كاصد فيما كان الدكتور سامي علي المنصوري مقرراً لها. وقدمت في الجلسة أربعة بحوث نقدية لكل من النقاد: فاضل ثامر، د. نادية هناوي، د. علي حداد. علوان السلمان.
وتناولت البحوث مجمل التجربة الشعرية الكبيرة للشاعر المحتفى به، وأهم الخصائص التي تميزت بها، وسمات السخرية الذكية وسخرية المفارقة التي استحالت إلى مدرسة لها مريدوها وأتباعها وقد نجح الحجاج بهذا النمط إلى أبعد الحدود وهو يؤسس لقيم ثقافية واجتماعية جديدة.
وتطرق الباحثون إلى قصيدة القناع التي استخدمها الشاعر خلال عدد من قصائده، وكذلك قصيدة السيناريو بالاعتماد على عناصر التقطيع والتحرك بطريقة موضوعية من خلال بنية سينمائية.
كذلك أشارت البحوث إلى أثر الواقعية الساخرة في إعلاء الهامش وإزاحة المركز وقد تجلى ذلك في شعر كاظم الحجاج بإطار متقن ومتفنن عبر اللمحة الخاطفة والنكتة.
كما تطرق النقاد إلى سعي الشاعر لإعلاء صوت المجموع عبر صيغة (نحن) و(نا) ملتزماً ينتصر للإنسان لتفكيك المكرس دائماً.