مربد البصرة إرث الماضي في كنز الحاضر

لمناسبة انعقاده حاليا
بغداد – الصباح الجديد:
المربد سوق من الأسواق القديمة في البصرة، يبعد عن مدينة البصرة القديمة ثلاثة أميال، حيث قضاء الزبير حاليا. وكانت تقام فيه مطاردات في الشعر بين الشعراء العرب الذين يقدمون من شتى بقاع الجزيرة العربية.
ويروى ان السوق بدأت جراء التنافس بين الشاعرين الفرزدق وجرير.
عرفت سوق المربد بشعر النقائض، وكان في زمن الجاهلية حتى عصر الخلفاء سوقا للابل تحبس فيه لذلك سمي بالمربد، ومعناه، محبسها “أي الابل، او موقفها او سوقها.
وكان أهل المدينة يطلقون على المكان الذي يجفف فيه التمر مربدا، وكما هو معروف عن البصرة انها اكثر المدن انتاجا للتمر بسب طبيعة الجو والرطوبة هناك.
وكان سوق عكاظ في زمن الجاهلية، مفخرة العرب حيث تبادل الاخبار والصلح بين القبائل وتناول الادب والشعر، حتى جاء الإسلام فانشغل اهل الحجاز باخبار الفتوح والفرائض، ولم يكن هناك مكان يرتاده اهل الشعر والادب، لا بل ان الكثير من اهل الحجاز حاولوا إزالة كل ما يتعلق بزمن الجاهلية، وكان من ابرز تلك المعالم، سوق عكاظ.
وجاء مربد البصرة ليكون عكاظ المسلمين كما اطلقوا عليه، واصبح قبلة الادباء والشعراء واللغويين، ونظرا لموقعه الستراتيجي المهم فقد كان مكانا لتبادل الثقافات والشعر والبلاغة والمفاخرات الشعرية، إضافة الى انه يجمع الحجاج والقوافل البرية للاقاليم الجديدة التي تم فتحها آنذاك، وكان يمد البصرة بالتجارة والثقافة في آن واحد واسهم بتعزيز مكانتها التاريخية لقرون عدة.
وبعد ان اندثر مربد الشعر لقرون عدة، اعاده ادباء البصرة بالتعاون مع وزارة الثقافة سنة 1971، وبعد خمسة مرابد توقف هذا المهرجان حتى سنة 1985 ، التي أقيم فيها المربد السادس، ولكن في بغداد العاصمة، واستمرت اقامته فيها سنويا، وحتى نقل الى البصرة مرة أخرى.
واليوم تتواصل فعاليات مهرجان المربد الشعري كل سنة وتشهد هذه الأيام دورته 32 /دورة الشاعر كاظم الحجاج.
يشارك في المهرجان هذه السنة عدد من شعراء العراق بينهم (عبد الرحمن الماجدي، وحسين القاصد، وسلمان داوود، وعلي فرحان، وعلياء المالكي، وذياب شاهين، وميثم الحربي، ومهدي القريشي).
ومن الشعراء العرب، شهاب غانم من الإمارات، وفاطمة ناعوت من مصر، وسامح درويش من المغرب، وكوماني من الدنمارك، وجيستا يثربي وموسى بيدج من ايران.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة