على مدار أربعة عشر عاماً، ازدحمت الساحة العراقية، بعدد من المنتديات والروابط والجمعيات والمنظمات التي تعنى بالمجال الثقافي، وتنافست اغلب هذه المؤسسات على إقامة نشاطاتها في مقراتها او اختارت ان تكون في ساحة عامة او داخل قاعات كبيرة وصغيرة، تنوعت تلك النشاطات بين الشعر والندوات الثقافية العامة وبين الفعاليات الفنية والنشاطات المدنية ( سفرات للتعريف بالآثار العراقية، او سفرات اجتماعية للمتنزهات) ، بالنتيجة كل هذه الفعاليات هدفها الأول والاكبر هو رسم مشهد جميل في عيون الأجيال المقبلة، لتكون بذلك تخطت العتبة الأولى للحياة المدنية التي يسعى لها الناشطون المدنيون والمثقفون العراقيون.
ربما يتساءل البعض وبشكل مباشر: ما هي الثقافة؟
الثقافة حسب احدى مقالات الأستاذ جؤذر الفتلاوي من جامعة بابل « النسيج الكلي من الأفكار والمعتقدات والعادات والتقاليد والاتجاهات فـي مجتمع ما، وهي كذلك القيم من مقبول ومرفوض في أي مجتمع. وهي أساليب التفكير وأشكال السلوك والعادات وطريقة الملابس. وكل ما ينتج منها من ابتكارات فـي حياة المجتمع.
والثقافة يتعلمها كل عضو من أعضاء المجتمع في عملية اسمها «التنشئة الاجتماعية»، وهي باختصار تعني ذلك الجزء من البيئة الذي صنعه الإنسان بنفسه ونظّمه بخبراته وتجاربه. عناصر الثقافة العموميات: وهـي التي يشترك فيها غالبية أفـراد المجتمع الواحـد، من أمثلتها اللغة والزي وطريقـة التحية وأساليب الاحتفال فـي المناسبات، وهـذه العموميات تعطي الثقافـة طابعها الـذي يميزها من غيرها مـن الثقافات وتحافظ على روح الجماعة وتماسك المجتمع.
الخصوصيات التي تسود بين أفراد مِهن وأعمال معينة أو بين أفراد طبقات معينة ويكون لدى بقية أفراد المجتمع فكرة عنها
المتغيرات «البديلات ومن أمثلتها التجديدات والاختراعات التي تظهر في ظل ثقافة معينة فإذا انتشرت اندمجت فـي خصوصيات الثقافـة أو عمومياتها وإذا لم تنتشر فأنها تبقى علـى حالها أو تختفي.
عناصر الثقافة لا تعمل منفصلة عـن بعضها وإنما تـتـفاعل تفاعلاً فيما بينها، والثقافة في نمو مستمر وتغير دائم وللتغير الثقافي أسباب متعددة فقد يكون بسبب ظروف طبيعية كحدوث زلزال أو بركان أو اكتشاف موارد طبيعية تؤثر فـي حركة الحياة في المجتمع.
في ملحق الصباح الجديد لهذا الأسبوع، نواصل الاسهام في الثقافة العراقية، تراثاً، ادباً، وحياة، ونشاطات تعددت ولكن الرسالة واحدة، ان تستمر الحياة ويستمر البحث عن زوايا الجمال في كل ما نقوم به من كتابة وقراءة وحتى اختلاف، فليس مهماً ان نتفق على كل شيء، انما المهم بل المهم جداً أن نتقبل اختلافنا وندرك انه فسحة للحياة.
نختلف ونتفق لنستمر في عالم من ثقافة
التعليقات مغلقة