حذام يوسف
كلنا يسعى الى أن يكون مثقفاً مميزاً، هو حق طبيعي لكل فرد، ولكن الطريقة التي يتبعها هذا الفرد هي التي تصنفه كونه مثقفاً او لا، من حقه اكتساب مهارات ومعارف في مجالات مختلفة، لتشكل لديه ثقافة خاصة به، وهناك من يرى ان تعلم لغة جديدة، هو أحد اركان الثقافة العامة، بل هي من الوسائل المهمّة ليكون الإنسان مثقفاً، فمن خلالها يتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى التي تختلف او تتفق مع ثقافة مجتمعه.
مؤخرا ازدحمت مواقع التواصل الاجتماعي بمنافسات حامية بين المشتركين في تلك المواقع وكل من موقعه، منافسات على مشاهدات الأفلام الأجنبية، او قراءات في كتب معينة، وتبدأ المنافسة ليس في عرض الفيلم او الكتاب فقط، بل والدعوة الى قراءته (الكتاب) او متابعة عرض الفيلم، ولكن هل يكفي هذا حتى أصف فلاناً من الناس بأنه مثقف؟
أعتقد ومن وجهة نظر خاصة، ان الثقافة بخطواتها الأولى يجب ان تكون واضحة للمتلقي عبر سلوكيات واضحة، من خلال التعامل مع الاخر، الى الان لم أجد مثقفا يتقبل الرأي الاخر بهدوء وتأن قبل ان يطلق احكاماً سريعة متوترة، ربما عدد قليل من المحسوبين على الوسط الثقافي، نجد لديه هذه الصفة، التأني، وعد التسرع بالأحكام وتقبل الاخر!، الثقافة لا تعني مكتبة كبيرة بآلاف العناوين، ولا ازدحام جواز. السفر بأختام الدول الاوروبية، بل هي حلقة تكتمل أولا بالاطلاع، ثم بقبول الاخر بجميع توجهاته، وعدم الوقوف على تفاصيل سطحية لا تغادر دائرة ضيقة من المعرفة!، بعد 2003، وجدت ان الشباب العراقي وبرغم كل ماواجهه من عثرات داخل الوطن، لكنه قادر على الصنع والقيادة، بدليل فهمهم المبكر للثقافة الحقيقية، عبر نشاطات تجمع الانسان ولاتشتته.