ردا على فرض الرئيس الأميركي إجراءات مشددة
واشنطن ـ ا ب ف:
اكدت ايران مجددا رفضها اي تعديل للاتفاق النووي الذي ابرمته مع القوى الكبرى، ردا على اشتراط الرئيس الاميركي دونالد فرض اجراءات مشددة جديدة من اجل استمرار الاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية الايرانية في بيان ان ايران «لن تقبل باي تعديل لهذا الاتفاق لا اليوم ولا في المستقبل، ولن نسمح بربط الاتفاق النووي بقضايا اخرى».
وتحظى ايران بدعم جميع المشاركين في توقيع الاتفاق باستثناء الولايات المتحدة التي تلقت تحذيرا من روسيا بان الانسحاب سيكون «خطأ كبيرا».
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في مقابلة مع وكالة انترفاكس «اننا نتوصل تدريجا الى خلاصة مفادها ان قرارا داخليا اميركيا اتُخذ بالانسحاب من الاتفاق النووي او بات على وشك أن يُتخذ».
واضاف «سيكون ذلك احد اكبر الاخطاء على صعيد سياسة واشنطن الخارجية، وسوء تقدير كبيرا».
من جهتها ذكّرت فرنسا بـ»ضرورة ان يحترم جميع الاطراف» الاتفاق النووي الموقع مع ايران، بعد مطالبة ترامب «باتفاق» مكمّل مع الاوروبيين من اجل «سد الثغرات الكبيرة» في نص الاتفاق النووي.
وكان ترامب قرر الجمعة الماضية تمديد تعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران استنادا الى الاتفاق النووي «للمرة الاخيرة». وقال في بيان «انها المرة الاخيرة» التي يتم فيها تمديد تعليق العقوبات.
وقال ترامب ان الاتفاق الجديد يجب ان يكبح البرنامج الصاروخي الايراني وان يفرض قيودا دائمة على المفاعلات النووية الايرانية، وان يلغي مواعيد انتهاء العقوبات التي ينتهي مفعولها بعد عقد.
في المقابل، يرى الاطراف الآخرون الموقعون على الاتفاق، اي بريطانيا والصين وروسيا وفرنسا والمانيا، ان الاتفاق سار وان ايران تفي كليا بالتزاماتها.
واعلنت بريطانيا والمانيا الجمعة الماضية انهما اخذتا علما بقرار ترامب الاخير وانهما ستتشاوران مع فرنسا قبل اصدار اي رد.
ويتصاعد التشكيك والاستياء في ايران ازاء الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة.
وقال فرشاد عليان وهو طالب في كلية الحقوق يبلغ 26 عاما «لا شيء تغير. نحن نخضع للعقوبات الاميركية منذ 40 عاما».
واضاف «قبل سنتين، كان لدينا امل كبير عندما تم توقيع الاتفاق. لم يعد لدينا ذلك الامل».
تعتبر ايران ان العقوبات الاميركية المستمرة التي تطال قطاعات غير نووية كحقوق الانسان والاختبارات الصاروخية منعتها عمليا من الاستفادة من كثير من الفوائد المالية التي كان يتوقع ان تجنيها من الاتفاق.
وقال وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف ان الموقف العدائي لترامب ازاء الاتفاق وازاء ايران عموما يشكل بدوره انتهاكا لالتزام يقضي ب»الابتعاد عن ممارسة اي سياسة تهدف الى التأثير بشكل مباشر او سلبا على التطبيع التجاري وتطبيع العلاقات الاقتصادية مع ايران» المنصوص عنها في الاتفاق
ويقول اسفنديار باتمانقليج مؤسس منتدى اوروبا-ايران إن «ترامب تفادى مرة جديدة خيارا نوويا في ما يتعلق بالاتفاق النووي. الا ان التردد الواضح الذي ابداه لدى ابقائه رفع العقوبات عن ايران سيلقي بظله على قطاع الاعمال».
واضاف «اذا كان العقلاء انتصروا هذه المرة وحالوا دون اتخاذ ترامب قرار الخروج من الاتفاق، تبقى الآمال قائمة بان يتمكنوا من الانتصار في النهاية».
وكان ظريف كتب في تغريدة على تويتر ردا على موقف ترامب الجمعة الماضية «بدلا من تكرار الخطاب المتعب، يجب على الولايات المتحدة ان تفي بالتزاماتها، تماما مثل ايران».
وانتقدت وزارة الخارجية الايرانية في بيانها امس الاول السبت العقوبات الجديدة المفروضة على 14 شخصية والتي اعلنتها وزارة الخزانة الاميركية الجمعة على خلفية قضايا متعلقة بحقوق الانسان والبرنامج الصاروخي الايراني.
وحذر البيان من ان ايران سترد «بعمل جدي» على القرار «العدائي وغير القانوني لنظام ترامب ، باضافة اسم آية الله صادق آملي لاريجاني رئيس السلطة القضائية للجمهورية الاسلامية الى لائحة العقوبات الاميركية الجديدة التي تتجاوز الخطوط الحمر وتنتهك القانون الدولي، وان حكومة الولايات المتحدة ستتحمل مسؤولية عواقب هذه الخطوة العدائية».
من جهته، ابلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو امس الاول السبت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بان تعديل الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى من شأنه ان يبقيه قائما.
وقال نتانياهو لماكرون ان «تصريحات ترامب يجب ان تؤخذ على محمل الجد، وان من يريد الحفاظ على الاتفاق عليه ان يصححه»، بحسب بيان اصدرته رئاسة الحكومة الاسرائيلية.
في المقابل ذكّر ماكرون «بأهمية الحفاظ على الاتفاق النووي الايراني وبضرورة ان يحترم جميع الاطراف تعهداتهم في اطار هذا الاتفاق»، بحسب بيان للرئاسة الفرنسية.