الأيزيديون محاصرون في سنجار بمواجهة خيارين لا ثالث لهما

“لوفدي موريس” صحيفة الواشنطن بوست
ترجمة صفاء ناجي

تقطعت السبل بهم على قمة جبل جرداء، الالاف من الأيزيديين يجبرون على خيارين لا ثالث لهما: الذبح والقتل على أيدي عصابات داعش، أو الجلوس وانتظار الموت عطشاً. حيث أكدت وكالات الاغاثة الانسانية، الثلاثاء، ان بين 10 الاف و40 الف أيزيدي لا يزالون محاصرين في جبل سنجار، بعد ان تم طردهم قبل يومين من مدينة سنجار والمناطق المحيطة بها، لكن الجبل الملجأ تحول الى مقبرة لأطفالهم.
هذه العوائل لم تتمكن من حفرالصخور الجبلية ما دفعهم لدفن الشباب والمسنين من ضحايا الظروف القاسية عبر تغطية جثثهم بالحجارة. حاولت الطائرات الحكومية ايصال قناني المياه لهم عبر الانزال الجوي، الا ان تلك الامدادت لم تصل سوى الى أعداد قليلة من المحاصرين.
ويذكر ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في العراق (اليونيسيف)، مارزيو بابيل، ان “لا توجود للمياه، والمنطقة خالية من الأعشاب، هم مقطوعين تماماً، وداعش تحاصرهم من جميع الجهات، انها كارثة انسانية، كارثة حقيقية”.
أغلب الذين فروا من سنجار هم من الديانة الايزيدية، والتي هي بالاصل خليط بين الديانة الزرادشتية القديمة والمسيحية والاسلام، الا ان تنظيم داعش يعتبرهم من عبدة الشيطان والمرتدين.
التقدم المفاجئ للمتطرفين، قد مزق النسيج العرقي والديني في البلاد، حيث تم كذلك تشريد الالاف من العوائل الشيعية والمسيحية المتواجدة في تلك المناطق.
استيلاء مقاتلي ما يعرف بـ “الدولة الاسلامية” على سنجار، هي أول نكسة للقوات الكردية التي كانت تحمي الاهالي في تلك المناطق، والتي أدت الى نزوح 200 الف، وصل نحو 147 الف الى مناطق اقليم كردستان بحسب احصائيات قدمتها بعثة الأم المتحدة في العراق.
أغلب المحاصرين في جبل سنجار قد نفذ شحن هواتفهم الخليوية، لكن البعض من الذين تمكن الحديث معهم نقلوا معلومات مرعبة عن معاناتهم، حيث ذكر شهاب بالكي، البالغ من العمر 23 عاماً، المحاصر محاصرا مع أمه وأخوانه “شاهدت جثة رجل مسن و10 أطفال، رأيت جثثهم بام عيني”. عاد ليبع برسالة نصية مفادها “توفي ساب من العطش تاركاً خلفه زوجته، وأطفاله الخمسة”.
اليونيسيف تقول ان 40 طفلا قد لقوا حتفهم بعد أن غادرت عوائلهم الديار في منطقة سنجار.
في بغداد يناقش مجلس النواب بمرارة أوضاع النازحين، الا ان الخلاف حول تسمية مرشح لرئيس الوزراء يطقغى على باقي النقاشات. نائبة أيزيدية أجهشت بالبكاء في المجلس قائلة “لقد مات الأطفال بسبب الجفاف ونقص الغذاء، شعبي يذبح”، ليتم بعد ذلك مناقشة التقرير الذي أعده لكنة مكلفة خصيصا بالملف ، حول أوضاع النازحين في البلد.
الديناة الأيزيدية القديمة، والتي يبلغ عددها 600 ألف منتشرين في عموم العراق، لطالما عانوا من الأظطهاد.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعية التابعة للدولة الاسلامية صورا تظهر رجلا، يقف خلف رجال أيزيديين، موجها مسدسا صوب رؤوسهم.
ويقول سالم سنجاري، أنه عند هروبه من المدينة رأى عشرات الجثث المكدسة على جوانب الطريق، والتي لقت حتفها على يد متطرفي الدولة الاسلامية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة