“ديوان الأوقاف”: تسلمنا 500 مليون دينار لاغاثة النازحين المسيحيين

الهلال الأحمر يؤكد بلوغهم 600 عائلة

بغداد – سها الشيخلي:

أعلن ديوان الأوقاف والديانات المسيحية والآيزيدية والصابئة تسلمه مبلغ نصف مليار دينار لاغاثة النازحين المسيحيين، وفي الوقت الذي أكد فيه بلوغ عددهم 10 الاف نازح، أفادت منظمات مدنية بمواصلتها تقديم المساعدات لهم.

وذكر رئيس ديوان الاوقاف والديانات المسيحية وآيزدية والصابئة المندائية رعد جليل، لـ “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، ان “الارهاب لا دين له وقد استهدف جميع المكونات في العراق وان ما يتعرض له المسيحيون اضافة الى التهجير هو سلب الممتلكات  من قبل داعش والطلب من المسيحيين بترك ديانتهم واعلان اسلامهم وقد تعرضوا الى القتل والسلب والنهب حتى  بعد تهجيرهم وقد”.

وأوضح جليل “طالبنا الحكومة بتخصيص ملياري دينار لمد يد العون لكل هذه الاعداد النازحة والمهجرة والتي بلغ عددها 10 آلاف مسيحي مهجر وقد اعطتنا الحكومة 500 مليون دينار لتقديم يد العون الى الاف المسيحيين الذين ليس لديهم لا ماء ولا كهر باء”، مبيناً انه “تم الاستيلاء على كنيسة ودير ماركوركيس التي يعود تاريخ بنائها الى عام 800 ميلادي  في الموصل وتم احتلاله وهو اقدم دير مسيحي في العالم، ونقوم حاليا بحفر الابارضمن امكاناتنا الحالية في القرى المسيحية لتوفير الماء لكل تلك العائلات”.

من جهته، ذكر الامين العام المساعد لجمعية الهلال الاحمر العراقية محمد الخزاعي في حديث أجرته “الصباح الجديد”، أمس الثلاثاء، ان “عدد العائلات المسيحية التي تم تهجيرها من الموصل والمناطق الاخرى التي تشهد المواجهات العسكرية قد بلغ 600 عائلة مسيحية”.

وأشار الخزاعي “وعلى ضوء ذلك فان العدد الكلي للمكون المسيحي يبلغ 3000 شخص نازح، ولذا فان الجمعية قد قامت بتوزيع اكثر من 300 سلة غذائية واغاثية للمسيحيين”، مبيناً ان “الجمعية ما زالت تعمل على تقديم يد العون للمسيحيين النازحين ولكل النازحين العراقيين”.

في المقابل، تحدثت رئيسة رابطة المرأة العراقية شميران مروكل لـ “الصباح الجديد “تعرض المسيحيين الى سلب ونهب البيوت والممتلكات وتم اعطاؤهم مهلة لثلاثة ايام للخروج من الموصل ومن قراهم، والحكومة العراقية لم تقدم شيئا الى كل هؤلاء النازحين ونحن من جهتنا كرابطة معنية بشؤون المرأة يقوم فرعنا في مدينة  القوش بتقديم الدعم الى الاسر المهجرة  والنازحة وكذلك يقوم فر عنا في النجف الاشرف وفي كربلاء المقدسة بتقديم العون للمسيحيين”، مستدركةً بالقول “لكننا كرابطة لا نستطيع ان نغطي كل الا حتياجات ذلك لان امكاناتنا المادية ليست جيدة  ونحن نجتاج الى دعم حكومي لمد يد المساعدة”.

وتعتبر مدينة الموصل ثاني أكبر مدن العراق وأقدمها والمرتكز السكاني للعراقيين المسيحيين ومن بعدها بغداد والبصرة، وهي تضم 13 كنيسة وديراً فضلاً عن كاتدرائية موغلة في القدم، وكانت قبل الاحتلال تضم أكثر من 600 ألف مسيحي مقابل 900 ألف مسلم، لكن معظم المسيحيين هاجر البلاد إلى السويد وفرنسا وكندا وكردستان ليصبح عددهم نحو 200 ألف تفرقوا في قرى تلكيف وسهل نينوى ومركز الموصل.وينقسم مسيحيو الموصل إلى الكلدان والسريان والكاثوليك وتضم المدينة واحدة من أقدم الكنائس في العالم هي كنيسة مار كوركيس التي شيدت في العام 800 ميلادي.

وفي السياق نفسه، انتقد رئيس دولة الفاتيكان  البابا فرنسيس، عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها مسيحيو العراق الذين “جردوا من كل شيء”، فيما واصلت مئات العائلات المسيحية الهروب من الموصل باتجاه البلدات المسيحية في سهل نينوى وإقليم كردستان بعد إنذار وجهه عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة “السيف”.

وقال البابا فرنسيس، من شرفة الفاتيكان المطلة على ساحة القديس بطرس “لقد تلقيت بقلق الأنباء الواردة من الجماعات المسيحية من الموصل، بالعراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط”.

 وأضاف البابا “تعيش هذه الجماعات منذ بداية المسيحية مع مواطنيها، وهي تتعرض الآن للاضطهاد”، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

 وأوضح أن “إخوتنا مضطهدون، يُطردون وعليهم أن يغادروا منازلهم دون أن تتسنى لهم إمكانية أن يحملوا معهم شيئا. أؤكد لهذه العائلات ولهؤلاء الأشخاص قربي منهم وصلاتي المستمرة من أجلهم”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة