البحث عن حلول وسطى

التصعيد في ملف العلاقة بين المركز والاقليم بلغ مداه الاوسع واسهمت القرارات المرتجلة والخطوات غير المحسوبة والتصريحات غير المسؤولة في تفاقم اخطر ازمة يواجهها العراق بعد الارهاب الداعشي ولربما أسهمت جهات سياسية داخلية وخارجية وقوى اقليمية في العبث كثيرا بهذه الازمة وتم توظيف قنوات فضائية ووسائل اعلام اخرى من ضمنها مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج للشحن القومي وبث رسائل ملغمة تحمل في طياتها الكثير من المارب تلقاها ملايين العراقيين خلال الايام القليلة الماضية وجرى التفاعل معها بعاطفة جياشة ومواقف انفعالية كان ينتظرها هؤلاء المروجون وينتظرون بفارغ الصبر ظهور نتائجها على شكل حروب داخلية وخراب جديد ومايهمنا اليوم ان يعي قادة البلاد والزعماء السياسين في كلا الجانبين العربي والكردي خطورة المرحلة التي يمر بها العراق وان يعملوا على تكثيف الجهود لرأب الصدع بين اطراف الازمة والعودة الى مربع الحوار والتفاهم بما ينزع فتيل الازمة ويجنب البلاد والعباد شبح حرب جديدة باتت ملامحها قريبة الوقوع عند المتربصين والحاقدين ومما يؤسف له ان بعض السياسيين انتهز فرصة هذا الملف الخطير وهذه الازمة وحاول ان يستعرض مهاراته في التقرب من جمهوره ومن الجماهير الاخرى طمعا باستجلاب التأييد مع اقتراب موعد الانتخابات وباتت مواقع التواصل الاجتماعي منبرا مثيرا يعرض فيه البعض خطبه النارية وتهديداته وشتائمه على الهواء الطلق ومن دون اية حسابات او حرص على ماتتركه هذه التصريحات وهذه التهديدات من اثارا سيئة على الرأي العام فيما عمدت مجموعات اخرى على تشويه الكثير من الحقائق وتقديمها بحزمة اكاذيب تبتغي من ورائها اشعال الحرائق مبكرا ومن الغريب ان تنطلق مبادرات ومساع لتهدئة الاوضاع وتقديم افكار ومقترحات جديدة من اطراف دولية فيما غابت اية مساع من اطراف داخلية او إقليمية مجاورة للعراق تأخذ على عاتقها خطورة وتداعيات هذا الملف على المنطقة برمتها ..اليوم اصبح من المهم الاسراع بان تمتلك قوى وطنية خيرة من العرب والكرد الارادة والعزم على التقدم بحلول وسط لكل المشكلات العالقة في هذا الملف وبالتأكيد ان ايجاد مثل هذه الحلول لايحتاج او يتطلب معجزة فكل مافي هذه الازمة يمكن التحاور فيه اذا وضع الجميع نصب عينيه التاريخ الطويل في العلاقة بين العرب والكرد والاواصر المشتركة التي جمعتهم عبر هذا التاريخ وخلاف ذلك فان الاصرار على التمسك والانفراد في المواقف لايعني سوى ذهاب الجميع الى محرقة جديدة تسفك فيها دماء العراقيين من كل الطوائف والقوميات وهذا مالايريده عاقل ومنصف وشريف وغيور ووطني.
د.علي شمخي