ابتسام نجم عبدالله
أعلنت هيأة تشغيل الرميلة اليوم بأن حقل الرميلة النفطي قد أنتج ما مجموعه خمسة مليارات برميل من النفط و ذلك منذ بدء الهيأة بتشغيل و إدارة حقل الرميلة النفطي في شهر تموز من عام 2010، و يُذكر ان الهيأة هي مؤسسة غير مستقلة مكونة من شركة نفط البصرة وشركة بي بي وشركة بتروتشاينا.
ان بلوغ هذا المعلم يُعد انجازاً كبيراً لأسباب عدة. حيث تحقق في عام تعيّن على الجميع في الرميلة اظهار اعلى مستوى من التفاني والمرونة للتغلب على الصعوبات والتحديات الناجمة عن تفشي جائحة فايروس كورونا المستجد. كما انه يأتي بعد اعوام من اضطرار الهيأة لمعالجة المشكلة الكبيرة المتمثلة بإدامة الانتاج من مكامن الحقل التي تعاني من ظاهرة انخفاض الضغط المكمني، وذلك في وقت تم فيه تقليص الموازنات التشغيلية و الاستثمارات بسبب تقلّب اسعار النفط.
مدير شركة نفط البصرة وكالة السيد خالد حمزة عباس أشار قائلاً: «نحن سعداء للاحتفاء بهذه اللحظة المهمة، والتي تمثل شهادة على نجاح شراكة هيأة تشغيل الرميلة. وبالنيابة عن شركة نفط البصرة، أود ان اتقدم بالشكر لكل فرد من منتسبي شركة نفط البصرة الذين حرصوا على ان تستمر الرميلة بإنتاج النفط بكل نجاح لصالح العراق، كما اود ان أُثني على الدعم الذي قدمه شركاؤنا من شركتي بي بي و بتروتشاينا.»
من جانبه علّق مدير هيأة تشغيل الرميلة السيد أورهان كولييف قائلاً: «ان تحقيق هذا المعلم ما هو الا نتيجة ايجابية تبرهن قدرتنا على الاداء بالتزامن مع جهود تطوير وتحويل الحقل. لقد عمل افرادنا العراقيون سوية مع زملاءهم المختصين من شركتي بي بي و بتروتشاينا كفريق واحد في مساعٍ حثيثة لتحقيق الهدف المشترك المتمثل بالوصول لمستويات انتاج عالية من اجل العراق. ان تركيزنا الثابت والقوي على السلامة اتاح لنا مواصلة العمل مع اتباع الاجراءات الوقائية المشددة كالتباعد الاجتماعي واجراءات النظافة والتعقيم. يحق لجميع العاملين في الرميلة ان يفخروا بما تم انجازه لصالح البلد.»
يعتبر حقل الرميلة مصدراً لحوالي ثلث اجمالي انتاج العراق من النفط، ولذا فان الحقل هو اكبر مصدر منفرد للإيرادات المالية في البلد. كما يُسهم الحقل بعجلة الاقتصاد المحلي ودعم المجتمع بشكل كبير، حيث ان ٩٤٪ من القوى العاملة في الحقل هم عراقيون، في حين تم احالة عقود بقيمة خمسة مليارات و ثمانمئة مليون دولار لصالح 185 شركة عراقية منذ عام 2010 و هو ما يدعم عشرات الآلاف من فرص العمل المحلية.
كما قدمت الهيأة الدعم للمجتمعات المحلية، حيث تم تنفيذ أكثر من 30 مشروعاً مختلفاً بتمويل من صندوق الرميلة للمنافع المجتمعية بضمنها تجهيز ونصب جهاز مفراس متطور في مستشفى الصدر التعليمي في البصرة و بناء مراكز صحية جديدة وتنفيذ مشروع لإيصال ماء الاسالة للمنازل وتشييد طرق جديدة وتنفيذ برامج تدريبية.
خلال العقد الماضي، ارتفع معدل الانتاج اليومي بحوالي أربعين في المئة، أي من ١,٠٦٦ مليون برميل في اليوم في شهر كانون الأول من عام 2009 الى حوالي مليون و نصف المليون برميل في اليوم في الاعوام الأخيرة. فقد حضي تعظيم الانتاج من مكامن تعاني من ضغط مكمني منخفض او في حالة تراجع باهتمام كبير من اجل ادامة مستوى الانتاج. ومن اجل تحقيق ذلك يجري العمل اليوم باحد اكبر برامج حقن الماء في العالم حيث بلغ معدل حقن الماء ١,٤٥ مليون برميل ماء باليوم، بعد اذ كان لا يتجاوز ستين الف برميل باليوم قبل عشر اعوام.
تضمنت ستراتيجية الرميلة طويلة الامد لتطوير الحقل ادخال تقنيات وعمليات واجراءات متطورة ذات طراز عالمي والتوسع في برنامج حفر الآبار وتعزيز اداء وكفاءة الآبار وتطوير مهارات جديدة للقوى العاملة، ومنح الاولوية لجانب السلامة، ما ادى لتحقيق نتائج من جملتها:
تشييد محطة جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية للمساعدة في جانب اكتفاء الحقل ذاتياً من الطاقة وتقليل إستهلاك الطاقة الكهربائية من الشبكة الوطنية حيث ان المحطة تعمل بالغاز المستخرج من مكامن الرميلة.
تطهير ما مساحته 220 كم مربع من الارض من المخلفات الحربية غير المنفلقة.
تقديم ما يقرب من 3 مليون ساعة تدريبية وفي جميع التخصصات، بهدف تعزيز جانب ادارة وتوظيف التقنيات والمعدات الحديثة وتبني الاجراءات التشغيلية العالمية واعتماد إجراءات السلامة المتقدمة وتحويلها لثقافة عمل.
حفرُ اكثر من 380 بئر جديد وعلى عمق يصل الى الـ 3400 متر.
وفي هذا السياق تحدث نائب مدير الهيأة السيد حسين عبد الكاظم حسين قائلاً: «في مثل هذا السنة الصعبة على الجميع، فان تحقيق هذا الانجاز المتميز هو امرٌ يكتسب اهمية مضاعفة. فلم يتضمن ذلك نجاحنا بمواصلة تعظيم الانتاج من مكامن الرميلة المتقادمة فحسب، بل تضمن ايضاً التمكن من الانتاج من مكامن كان الانتاج منها في السابق صعباً».
أما النائب الخاص لمدير هيأة تشغيل الرميلة من شركة بتروتشاينا، السيد فان جيانبنك، فأضاف قائلاً: «ان انتاج خمسة مليارات برميل يعد انجازاً لافتاً، غير ان اكثر ما نفخر به هو ان هذا الانجاز قد تحقق في ظل بيئة عمل آمنة لا سيما ونحن نواجه جائحة فايروس كورونا المستجد. ونحن بالتأكيد نرغب في رفع مستوى الانتاج، الا اننا في ذات الوقت نود ان تكون الرميلة مصدر فخر للعراق، ولا يتسنى تحقيق ذلك من دون ان تكون السلامة على صدارة اولوياتنا.»