اتفاق عرسال في مرحلته الأخيرة بعدما تمَّ تبادل الأسرى بين حزب الله والنصرة
متابعة ـ الصباح الجديد:
أفادت الأنباء الواردة من لبنان ببدء عملية تبادل الأسرى بين جماعة حزب الله اللبنانية ومسلحي «جبهة فتح الشام» المعروفة سابقا باسم (النصرة) في سوريا، وفيما احتفل لبنان بالعيد الـ72 للجيش أمس الاول الثلاثاء ، بعد غياب 3 سنوات بسبب الفراغ الرئاسي.
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية في لبنان أن الصليب الأحمر اللبناني بدأ برعاية المدير العام للأمن العام بمبادلة المحتجزين في منطقة عرسال.
ويأتي هذا في إطار اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وهيئة تحرير الشام في منطقة جرود عرسال الحدودية بين لبنان وسوريا.
وتضمن الاتفاق بين الجانبين أيضا مغادرة مسلحي الجبهة من منطقة الحدود اللبنانية حول بلدة عرسال، مع أي مدنيين آخرين موجودين حاليا في مخيمات اللاجئين القريبة ويرغبون في المغادرة.
ويماثل الاتفاق اتفاقات أخرى تمت داخل سوريا، نقلت بناء عليها دمشق مسلحين ومدنيين إلى محافظة إدلب، ومناطق أخرى.
وقد ساعدت عمليات الإجلاء تلك الرئيس السوري بشار الأسد في استعادة عدة مناطق من معاقل المعارضة خلال العام الماضي.
وأدت جماعة حزب الله دورا كبيرا في قتال المسلحين إلى جانب القوات السورية خلال سنوات الحرب الست الماضية، بعد أن أرسلت مقاتلين لدعم الحكومة السورية.
وتمكن مقاتلو حزب الله الأسبوع الماضي من استعادة السيطرة على منطقة جرود عرسال الجبلية في هجوم مشترك مع الجيش السوري لطرد مسلحي الجبهة من آخر معقل لهم في المنطقة.
وكانت الجبهة تعد فرع تنظيم القاعدة في سوريا حتى قطعت علاقاتها مع التنظيم واختارت لنفسها مسارا آخر. وهي تقود الآن تحالف أحرار الشام الإسلامي في الحرب الدائرة في سوريا.
وأوضح رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري لـ «الحياة» أنه رافق اللواء ابراهيم في الجولة على الطريق التي تصل الجرد بوادي حميد ولا تمر بعرسال. وتجمعت الباصات في نقطة تحت نظر الجيش اللبناني وحمايته. ولفت إلى أن اللواء ابراهيم تحدث عن عقدة معينة تتعلق بإطلاق سجناء لكنه لم يدخل في التفاصيل، كما أنه لم يحدد فترة زمنية لبدء تنفيذ المرحلة الثانية.وشدد ابراهيم الذي زارته وفود من عرسال وبلدة اللبوة القريبة، التي عاد وانتقل إليها، في تصريح إلى الإعلاميين على أن التوافق بين اللبنانيين يحفظ سيادتنا وكرامتنا، ولبنان لا يستمر إلا في ظل وحدتنا جميعاً كشعب لأننا عندما نجزئ أنفسنا لا نستأهل البلد. والبلد أكبر من أن يكون متقوقعاً ومداه أكبر من هذا بكثير. وأكد أنه مدعوم في شكل مطلق من كل الأطراف السياسيين في البلد في مهمته. وقال إنه فاوض من أجل الإفراج عن لبنانيين قاتلوا لحماية لبنان ضد الإرهابيين. وأضاف: نتابع المفاوضات وهي ليست سهلة… ونحن نوافق على ما يحفظ سيادتنا، رافضاً الرد على سؤال حول المطلوب إخلاؤهم من الموقوفين المنتمين إلى النصرة.
ولم يشارك الجيش اللبناني، الذي يتلقى دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة وبريطانيا، مشاركة فعالة في الهجوم، ولكنه أقام مواقع دفاعية حول عرسال.
ويتوقع أن تستهدف المرحلة التالية منطقة أخرى قريبة لا تزال تقع تحت سيطرة مسلحي تنظيم داعش.
وكانت جماعة حزب الله، المدعومة من إيران، قد أعلنت في 27 يوليو/ تموز وقف إطلاق النار على جميع جبهات في جرود عرسال عن الاستعداد لتسليم المناطق التي تسيطر عليها إلى الجيش اللبناني متى طلب منها ذلك.
وحقق مسلحو حزب الله تقدما سريعا منذ شن حملة عسكرية تركزت في ضواحي بلدة عرسال اللبنانية على عناصر جبهة فتح الشام.
وكشف الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب له عن «مفاوضات جادة» بين المسؤولين اللبنانيين والجبهة بشأن انسحاب بقية عناصر التنظيم إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في سوريا.
وفيما احتفل لبنان بالعيد الـ72 للجيش أمس، بعد غياب 3 سنوات بسبب الفراغ الرئاسي. وحضر أركان الدولة يتقدمهم رئيس الجمهورية ميشال عون احتفال تخرج 228 ضابطاً من المدرسة الحربية.
وقال عون في كلمة إلى العسكريين: «ليس هناك إجماع لبناني أوسع وأكثر صلابة من الإجماع على المؤسسات العسكرية والأمنية».
وقال إن آخر نصر للبنان، كان تحرير منطقة غالية من الحدود الشرقية من براثن التنظيمات الظلامية. كما أشار إلى المعركة المنتظرة في مواجهة «داعش» بالقول: «نتطلع الآن إلى قواتنا المسلحة المتأهبة لتحقيق نصر جديد، وتحرير ما تبقى من أراض استباحها الإرهاب سنوات، وكلنا أمل بأن تساهم هذه التطورات في تسريع الكشف عن مصير رفاقكم المخطوفين منذ 3 سنوات ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
وأكد أن لا تراجع أمام الإرهاب بكل وجوهه وتنظيماته، والجيش في جاهزية دائمة لمواجهته، وكذلك مؤسساتنا الأمنية، ونجح في تعزيز الاستقرار السياسي والأمني في البلاد، وتثبيت السلام على حدودنا الجنوبية، بفضل التفاف الشعب حوله، وتمسك لبنان بتنفيذ القرارات الدولية.