نعيش في مجتمعاتنا الشرقية وسط نظم بالية ، بعيدة عن الثقافة والمعرفة ، متعطشين للتحرر من الذات التي تكبلها القيود، مفتقدين للسلام وسط جو ضبابي .هناك اياد تهدم بدلا» من أن تبني ،مما يجعلنا نتطلع حولنا ولا نجد سوى قلوب يائسة ، مليئة بالحقد والكراهية بدلا من التسامح والرقي،نتمسك بتقاليد مقيتة بعيدة عن التجدد والشفافية والصدق ، حتى امست حياتنا فارغة، مليئة بالوعود الكاذبة التي املاها علينا أصحاب النفوذ والمطامع السياسية والمادية.
شعوبنا تعيش اجواء الظلم مقهورة داخل جو مشحون بالطائفية والتعصب الأعمى،ابتليت بالفقر والجهل لتصبح تبعية خاضعة واهمة في جو ملىء بالفوضى والضياع، غارقة في بحر من الكراهية تفتش عن قارب للنجاة يحميها من التشرد والعبودية ، يقودها الى شاطىء الأمان ضمن حياة مفعمة بالمحبة والاماني والسلام.
ضمائر نائمة لا يوقظها انين المستضعفين ولا وجع البائسين ، هناك صراع بين عظمة مسؤول وشعب مقهور يغط كل منهم بثبات ، الحاكم يحلم بكرسيه الذي يمارس من خلاله السيطوة ، البطش والقوة ، يتمرد على الشعب المقهور ، يعشق التسلط والهيمنة ،يتمتع بالمال يعيش داخل القصور لأرضاء ذاته واشباع نفسه المليئة بالانانية بعيدا عن ايجاد حلول للمواطنين ومشكلاتهم بعيدا» عن الشعور بالمسؤولية امام معاناتهم مستعملا سلطته لاشباع غرائزه وفرض هيبته بعيدا عن الانسانية واهدافها ، من دون ان يعيش وجع الناس وآلامها، غير مكترث بدم الشعب او صوت ضمير ينادي بالشفقة داخله يجد الحروب مكسبا له ، قلبه مشتعل بالاصوات المزدحمة التي تغذي انانيته وبطشه. مشكلته تحقيق ذاته وعدم استئصال النفحة النرجسية من داخله، هكذا قلوب متحجرة من الصعب ان تلين خاصة عندما تمتلكها قبضة ظالم.
للانسانية صوت في جوقة الكون ،هدفها سام للنهوض من القعر والاستعلاء على كل صغائر البشر ،بدءا من العيش وسط الناس والشعور بوجعهم ،والاصغاء الى اصواتهم والنداءات الناتجة عما بداخلهم،فهم يريدون الخبز لا الدم ، العدل وليس القانون ، السلم بعيدا» عن الدمار،ان دم الشهداء لم يكن يوما» شرابا» للأرض وسط جو من الحروب والاستعمار ، هناك صراع بين جيل التجدد الفكري والاقتصادي وجيل التصلب والتجمد الذي يحيا حاضره وماضيه ، لذلك علينا التمييز بين الفضيلة والرذيلة، الخير والشر، الحق والباطل فهذا كله لا يفهمه الا عاشقين الارض.
*كاتبة لبنانية