مواقف قطر (علامة تعجّب)

اولا، السياسة الاميركية، ومواقف الرئيس ترامب، ليستا محبوبتين في العالم، ولا في الشرق الاوسط، ولا في ارخبيلنا العربي، لكي نحتاج الى شهادة دولة قطر في «لا عدالة اميركا» حيال قضايانا الامنية والسياسية والاقتصادية، ولا يمكن الاطمئنان الى شكوكها بسلامة اهداف واشنطن من الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.
كما ان «انقلاب» قطر على الاميركان جاء متأخرًا وكما لو انه طلب احالة على التقاعد بعد خدمة طويلة وحثيثة قدمتها الامارة للسياسات والحروب الاميركية ومن بينها الخدمة الذهبية والرائدة لاسرائيل وتسويقها الى اقنية كانت مغلقة امام الدولة العبرية، ومن بينها ايضا، وأهم، ما يتعلق بالدور القطري المعروف في تسهيل ورعاية الاتصالات غير المعلنة بين الولايات المتحدة وتنظيم الاخوان المسلمين (وبخاصة اخوان مصر- القرضاوي) والملف الاخير زادت فيه الدوحة على خدمات كانت تقدمها الرياض طوال اكثر من ستين عاما، وحيث دخل كفاصلة تزاحُم بين العاصمتين الخليجيتين لتكونا موضع ثقة الاخوان، وفي الاخير كسبت قطر هذه الثقة، قُدما الى ثقة النصرة في سوريا وداعش في العراق والجماعة المقاتلة في ليبيا وفلول القاعدة في اليمن والجزائر.
لقد جاء «زعل» قطر «المفاجئ» حيال اميركا وانتقادها لسياسات ترامب، كشهادة مغشوشة علينا ان نتأمل بعين التأني الهامش الذي ستقطعه او تتحرك فيه ، ولو ان مديات هذا الانقلاب (كرد فعل) واضحة للمحللين والمتابعين ولن تبتعد الى الانخراط في محور مناهض للمصالح الاميركية او الى تكوين محور يشوّش على السياسات الاميركية في المنطقة، والحديث عن الخلفيات يشار في ما بين سطور التعليقات وتقارير الصحافة الاميركية الى ان اميركا ترامب لا تريد ان تحظى قطر بامتياز اللعب على الحبلين: رجلٌ مع الارهاب ورجلٌ اخرى مع الحرب المعلنة عليه، وهو الدور الذي شجعه الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما لقاء نوع من الخدمات كانت تقدمها امارة قطر الى واشنطن، والنتيجة، استقوت هذه الامارة الصغيرة على دول المنطقة وصارت تهدد دولا كبيرة وقارات باكملها.
والحال ليس من الصحيح المبالغة في التوقع ان تنأى قطر بعيداً عن السياسة الاميركية، ولا من السليم تبسيط ما يجري واهمال مؤشراته التي قد تثير عواصف محبوسة.. والسياسة في النهاية علم رصد هبوب الرياح.
**********
الحسن البصري:
« ليس حسن الجوار كف الأذى، وإنما احتمال الأذى»
عبدالمنعم الأعسم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة