بعد اختراقها الهدنة المتفق عليها في جنوب البلاد
متابعة الصباح الجديد:
أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني الليبية، صد الهجوم الواسع الذي شنته مجموعات مسلحة موالية للحكومة غيرِ المعترف بها بقيادةِ خليفة الغويل على مناطقَ في العاصمة طرابلس ، بعد معارك عنيفة .
وأفادت حكومة الوفاق الوطني بمقتل 52 مسلحا من القوات التابعة لها بسبب الهجوم الذي «شنه اللواء السابع التابع لمسلحي ترهونة وكتائب مصراته بقيادة صلاح بادي، المحسوب على حكومة الغويل».
ولا تزال قوات اللواء السابع التابعة موجودة في المطار، لكن مصادر ليبية ذكرت أن كتائب مصراتة قد انسحبت منه، وأكد مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الليبي أن قوات البنيان المرصوص التابعة للمجلس الرئاسي اخترقت الهدنة المتفق عليها في جنوب البلاد، وهاجمت قاعدة «براك الشاطئ».
وقال العقيد أحمد مسماري: «القوة التي شنت الهجوم، كان يقودها أبو عزام السوري، واشتبكت امس الاول الاحد مع اللواء 12 مجحفل التابعة للقوات المسلحة الليبية، والتي تمكنت من صد الهجوم وقتل العديد من عناصرهم»، وتابع أنه «غنمت قواتنا آليات وأسلحة عسكرية تركها المهاجمون وراءهم وجرت السيطرة مرة أخرى على القاعدة».
وأكدت مصادر أمنية أن حملاتِ مداهمة وتفتيش واسعة تتم لمختلف المناطق والطرق الجبلية، التي تربط صحراء مصر الحدودية مع ليبيا والسودان بحثاً عن منفذي حادث المنيا، وأوضحت المصادر أن العناصر الإرهابية تستخدم شبكة من الطرق الجبلية، خلال محاولاتها التسلل إلى مصر، عبر الحدود الليبية والسودانية. وأبلغت مصر مجلس الأمن الدولي بأن الضربات الجوية على مواقع المتطرفين في شرق ليبيا، «تأتي في إطار حق الدفاع المشروع عن النفس».
ولم يأت إعلان تنظيم «أنصار الشريعة» في ليبيا حل نفسه بجديد برأي مسؤول في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر. وقال الضابط الذي يشرف على جانب من العمليات الجارية ضد مسلحي «داعش» و»القاعدة» في محوري «الصابري» و»سوق الحوت» في شمال ووسط بنغازي، إن «أنصار الشريعة» توارى عن الواجهة منذ بدء العام 2015، مع بروز «داعش» في شرق البلاد، خصوصاً في بنغازي.
وأوضح أن التنظيم المتطرف فقد معظم قادته في الشهور الأولى لانطلاق «معركة الكرامة» في أيار من العام 2014، وأميره محمد الزهاوي قُتل في نهايات العام 2014، أثناء المعارك التي دارت حول مطار «بنينا» الدولي، بين الجيش والمسلحين الذين كانوا استولوا على محيطه.
وبرز تنظيم «أنصار الشريعة» على الساحة في ليبيا مع إعلان الولايات المتحدة تورطه في الهجوم الذي استهدف في أيلول 2012 القنصلية الأميركية في بنغازي، وأدى إلى مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز و3 أميركيين آخرين. وكان للتنظيم نفوذ بارز في مدينة درنة في شرق البلاد.
ومع تأسيس «مجلس شورى مجاهدي درنة»، انضوى فيه، وبعد ظهور «داعش» في بنغازي في أواخر العام 2014 وبدايات 2015، بايعت قيادات بارزة فيه التنظيم، من بينهم المدعو أبوعبدالله الليبي، وهو مفتي «أنصار الشريعة»، الذي نشر تسجيلاً صوتياً على مواقع للمتشددين، أعلن فيه بيعة الجماعة لـ»أبوبكر البغدادي» وتنظيم «داعش».
ومنذ ذلك الحين توالت مبايعات قادة الأنصار لـ»داعش». وانضوت فلول «أنصار الشريعة» في الشرق ضمن «سرايا الدفاع عن بنغازي» التي ضمت مقاتلين متطرفين فارين من ساحات الحرب في بنغازي وأجدابيا.
وتتمركز تلك السرايا الآن في الجفرة، وتتلقى حالياً ضربات موجعة من سلاح الطيران الليبي،ويُضاف «أنصار الشريعة» إلى «القاعدة» و»داعش» كجماعات مُصنفة دولياً كتنظيمات إرهابية.
وعرض التنظيم في بيان مطول تحت عنوان: «الرسالة وصلت وجموع الشعب ستحملها» مسيرته، ووجّه رسائل عدة إلى أهل ليبيا خصوصاً المنطقة الغربية، يدعوهم فيها إلى الجهاد، ويحذرهم من التحالف مع الغرب. وقال في ختام البيان: «نعلن للأمة والمجاهدين عامة وأهلنا في ليبيا خاصة عن حل جماعة أنصار الشريعة في ليبيا رسمياً، ليكتب تاريخها بماء من ذهب، بعد مسيرة حافلة بالدعوة والجهاد، قدم فيها أنصار الشريعة قياداتها ومقاتليها. وبهذا نكون أفسحنا الطريق لغيرنا من أبناء هذه الأمة الصادقين لحمل الأمانة من بعدنا».
وظلت درنة مركز قوة لجماعة «أنصار الشريعة» ومصدر نفوذها داخل «مجلس شورى مجاهدي درنة»، لذلك كان لافتاً إعلانها حل نفسها بعد يوم واحد من قصف جوي مصري لمعسكرات ومقر قيادة المجلس في المدينة الساحلية، بعد ساعات من قتل مسلحين في الصحراء الغربية 28 مسيحياً مصرياً كانوا في رحلة دينية إلى دير الأنبا صموئيل. ويبدو أن «مجلس شورى المجاهدين» أراد التحلل من أعباء ضم تنظيم مُصنف دولياً كجماعة إرهابية، عبر بيان بحله، خصوصاً أن الضربة الجوية المصرية نالت تأييداً دولياً، لكن قيادت «أنصار الشريعة» لا بد باقية ضمن المجلس.