وأخيرا انتصر الحق وزهق الباطل وظهر للمسلمين خليفة جديد بعد غياب دام ما يقارب القرن من الزمان عندما أضاع آخر خليفة للمسلمين المغدور التركي الفقيد عبد الحميد الثاني بالاستانة. ما أسعد الشعوب الإسلامية بهذا النور الذي أطل عليهم من الموصل بالعراق. الخليفة الجديد، الضابط السابق في جيش صدام حسين، ظهر بمدينة الموصل مجللا بالسواد كخليفة حقيقي من العصور الغابرة. لا ريب بأن المسلمين على وجه الكرة الأرضية مدعوون لمبايعة الخليفة الجديد في خضّم هذا الهجوم الديمقراطي الذي يجتاح بلاد الإسلام والمسلمين شرقا وغربا. ماذا بقي للمسلمين الأقحاح والدين الإسلامي بعد هذا التطور الحضاري الكبير الذي خرج عن السيطرة ونفوذ قادة الإسلام الجدد؟ داعش قررت إنقاذ المسلمين بجميع أنحاء المعمورة بخطوة جريئة وبسيطة بالوقت ذاته: نعلنها خلافة وطز بالذي يقبل والذي لا يقبل. حقا انها ضربة معلمين. لكن المصيبة الأكبر أن علماء المسلمين المعتمدين في جميع أنحاء العالم أصدروا الفتاوى ببطلان تسمية المدعو أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين. ما هذا التخلف والجهل الذي يتسم به علماء المسلمين في عصرنا الراهن؟
كيف يُعقل أن يرى تنظيم داعش الغيور على الدين وخليفة المسلمين الجديد البغدادي وهم يرون بأم العين كل هذا التطور العلمي والاجتماعي في العالم الإسلامي ويقفون مكتوفي الأيدي؟ لذا لابد من العودة للقوانين والشرائع القديمة كالعمل بحد السيف وذبح المارقين عن الدين وشرائعه الثابتة. وللأسف صار السيف أداة متخلفة بالمقارنة بالبنادق الحديثة، فإذا أراد أحد الداعشيين تصفية عشرين من المارقين المسلمين من الشيعة والعلوين فهو يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين تختصرها الطلقات السريعة ببضع ثوان، مجرد بضع ثوان فقط لتطبيق شريعة الإسلام والمسلمين الجدد. هذا التطور التكنلوجي مرغوب فيه لأنه يشتمل على فوائد كثيرة ويوفر الجهد والوقت. لابد من تأديب المسلمين الذين يدخنون السجائر ولا يعتدون على حرمات الأديان الكافرة الأخرى من مسيحيين كفار لا يدفعون الجزية للمسلمين الحاكمين بأمر الله على الأرض؟ هل يُعقل هذا الكلام؟ إنه أمر لا يُطاق على الإطلاق؛ كيف بإمكان خليفة بمنزلة عواد أبو بكر البغدادي رضوان الله عليه ان يقبل بهذا التطور وهذه الحريات الشكلية التي ابتلى بها المسلمين مؤخرا؟ وعلى العكس مما تحاول وسائل إعلام الكفار الفجرة من تصوير الخليفة الجديد كـ “زعطوط” وضابط مخابرات مجرم بحق الكثير من الأبرياء، نقول ان الإجرام صفة اتسم بها الكثير من الخلفاء السابقين، وهي حجة مردودة، أما كونه “زعطوطا” فربما قابل للتأويل حسب الفقهاء، والله من وراء القصد الشريف.
علي عبد العال