بغداد ـ حذام يوسف طاهر:
بحضور عدد من الفنانين التشكيليين والادباء والمثقفين، أقام اتحاد الادباء جلسة احتفائية للفنان التشكيلي خالد خضير الصالحي، على قاعة الجواهري للحديث عن الفوتوغراف من خلال محاضرة بعنوان (امبراطورية النظرة المحدقة / الفوتوغراف الجنسي والفوتوغراف العاري انموذجاً)، مساء الاربعاء الماضي، أدار الجلسة الناقد التشكيلي جواد الزيدي : ” كانت للفنان كفاح الأمين مبادرة مهمة في انشاء مشروعه الخاص لتدوين الذاكرة بشكلها الصوري، وهو يشابه في ذلك محاولات تشكيليين اجانب في البنى العمرانية ليوصل الصورة الى البنية الثقافية والمجتمعية. ولابد من الإشارة الى محاولات شاكر لعيبي في بلاغة الصورة الثقافية وقراءتها بشكل مختلف، ومحاولاته لدفع فن الفوتوغراف للعمل في مناطق جمالية”.
بعدها تحدّث الناقد والتشكيلي خالد خضير الصالحي عن الصورة كوثيقة تاريخية وبداية الاهتمام بها :” لقد بدأ الاهتمام بالفوتوغراف من زمن ليس بالقريب..اي منذ منتصف القرن العشرين حين اتخذت فنون ما بعد الحداثة وتحديدا (الفن الشعبي) منه محورا مهما، حين عملوا على صورة مانديلا ومارلين مونرو، وصولا الى اتخاذ الصورة الفوتوغرافية سيرة ذاتية لدى سارتر وعلاقته بسيمون دي فوار وكتابة خارطة حياته بالصور الفوتوغرافية ازاء تحولات الزمان والمكان..بعدها عمل امبرتو ايكو في كتابة الانساق الثقافية على تقسيم الصورة الى نمطين اولهما تعيينية هي الصورة الفوتوغرافية والاخرى تضمينية هي الصورة الجمالية المرسومة..حول مؤسسة المراقبة الشاملة وامبراطورية النظرة المحدقة وهو( الفوتوغراف)، مبينا عبر حديثه امكانية تصوير الجسد من زاويتين اولهما الفوتوغراف العالي والذي يسكن الظلام، والأخرى الجسد الذي يسكن الضوء، الجذر الجيني الموجود في الفن لتشكيلي، ومن خلال هذا الجذر استطعنا دراسة لوحات الفنان هاشم حنون، وهي لوحات ترتفع فيها الكتل اللونية إلى الأعلى وتترسب فيها الكتل اللونية للأسفل وهنا تتطور البنى والموضوعات تطوراً شكلياً من خلال التجريد والتعبير، أن الجذر الجيني للفوتوغراف بمثابة عملية تلصّص على الآخر، بالاستناد الى قانون هيدغار، وهو ظاهرة فنية وأنموذجاً ايروتيكياً في التصوير، وهي درجة من استراق النطقات وإدارة الموديل العاري”.
أشار الاستاذ الصالحي ايضا الى العلاقة بين الفجوة المضاءة والفن، ذاكراً انها تشبه العلاقة بين الضوء والظل، وتعد صورة الفوتوغراف جزءاً من نظام مراقبة شامل، وامبراطورية النظرة المحدقة، التي أشار لها الصالحي انها تعد “نظاماً يراقب العالم في كل جزيئاته، كما يؤكد فوكو، في كتاب “المراقبة والمعاقبة” .
تخللت الجلسة عرضا لصور ترجمت ما جاء بمحاضرة الصالحي، ليفتح باب المداخلات للحضور التي شكلت اضافة اغنت الموضوع، شارك فيها كل من الشاعرعمر السراي، وعبدالعزيز الحيدر، والاستاذ غسان، واخيرا الناقد علي الفواز.
يذكر ان الناقد التشكيلي خالد خضير الصالحي، مواليد محافظة البصرة عام 1956، تخرج من جامعة البصرة (كلية الفنون الجميلة.. قسم ارسم)، كتب في نقد الفن التشكيلي والشعر المئات من المقالات، ومن مؤلفاته: هاشم حنون .. الواقعة الشيئية، قيم تشكيلية في الشعر العراقي، الشطرنج للمبتدئين (ترجمة)، عمل في الصحافة رساما ومصمما ومحررا، مدرب دولي بلعبة الشطرنج وحكما دوليا ولاعبا.