أمير الحلو
لكل الكائنات الحية عقول أكثرها تتحددبمقدار حاجتها اليها فتضع خططها الهادفة الى الصيد والغذاء بوسائل الدفاع والهجوم وتلغي أجزاء أخرى لا تحتاجها على حد قولنا عند رفضنا لشيء (بلا دوخة رأس),ولا يتأثر الذكاء بحجم العقل فكم من الحشرات مثل النحل والنمل أكثر ذكاء من الفيل و(بعض البشر)! وتتصرف بدهاء وحكمة لتحقيق مآربها ، في حين أن بعض البشر حمقى في تفكيرهم وتصرفاتهم ،وقد ينعكس ذلك سلباً على حياتهم وعلاقاتهم بالاخرين، ولا علاقة للعقل بذلك ما دام منقوصا أو مفقوداً ويتحرك في محور مصالحه الانية بتهور.
ومع قناعتنا بأن عقل الانسان هو ألأكثر تطوراً أو مقدرة من الاخرين ألا أننا نصطدم أحيانا بوجود عقول بشرية تحجرت ولا تبتعد في تصرفاتها عن ما هو أمامها ولو كان سرابا.
ومع قناعتنا بوجود عقول نيرة وخلاقة أستطاعت تحقيق أعظم الانجازات وخصوصاً في الجوانب العلمية ألا أن الطموح في المعرفة والاستكشاف والاختراع يدفعها الى المزيد من محاولات تطوير العقل الانساني وأيجاد بدائل عنه تساعده في أنجاز الاحتياجات بشكل أسرع وأكثر دقة، ويبدو هذا الامر عجيباً عندما نجد آلة صنعها الانسان تعمل بدقة وسرعة أكثر منه.
قرأ ت خبرا عن قيام الاتحاد الاوروبي بتمويل أبتكار جهاز يحاكي دماغ الانسان وهو مشروع بناء عقل أصطناعي متطور من خلال بناء أجزاء من الدماغ عن طريق أحداث خرق في منطقة تنمية المعلومات في الدماغ مما يساعد على بناء دماغ ألكتروني قادرعلى منافسة الاجهزة الذكية المتطورة التي قد تقيم مشاريع يعجز العقل الطبيعي عن أنجازها وتشغيلها، وهذا لايقلل من شأن العقل الانساني وقدراته الكبيرة ولكن يضيف له ميزة السرعة في الأداء والقيام بعمليات صعبة ومعقدة، ولتبسيط الموضوع أستعين بـ (تطور) ملابس الانسان عبر القرون ، فقد هداه عقله الى أستعمال جلود الحيوانات وشعرها في (ستر نفسه) ولكن الحاجة والتطور وحب الظهور بالمظهر الحسن جعلته يعمل بأستمرار على تحسين مظهره فظهر الدولاب والمغزل والمقص والابرة لآنتاج أجمل أشكال وألوان الملابس ثم دخلت المكننة الحديثة لتضيف أشكالا جميلة على الملابس وتستعرضها الجميلات النحيلات مع أبتسامة مفتعلة وسط إعجاب وتصفيق الانسان.
لقد أستعملت أبسط الامثلة والتي تعيش معنا في حياتنا اليومية لتأكيد رغبة الانسان في تطوير دماغه دائما لخدمة وتسهيل حياته، ولكن هناك من العلوم المعقدة التي لا أستطيع الخوض فيها لجهلي العلمي بها، ولكن ما يقوم به الانسان الالي (ألروبوت) من عمليات الان تدفعنا الى تصديق مشروع العقل الاصطناعي الذي يحاكي دماغ الانسان….العاقل!