اليوم يتزامن صدور العدد مع الذكرى الرابعة عشرة لصدور جريدة الصباح الجديد ، كان يوماً غامرًا ومشحوناً بالفرح والسعادة والارتياح لكل اسرة تحرير الجريدة ، ولم تحتفل الاسرة كما هو معتاد كتقليد صحفي ، انما اكتفينا بمراجعة نقدية شفافة لمجمل عملنا الصحفي ، منطلقين من مبدأ تحويل الاحتفال الى مراجعة ووقفة استدراكية لتحديد نقطة تواصل جديدة ، وليست نقطة بداية ، لاننا وطيلة المسيرة السابقة قد تجاوزنا البداية واصبحنا على الطريق ، وهنا تساءل الزميل العزيز اسماعيل زاير بفكاهته المعهودة : هل اتعبكم الطريق ؟ ام مازلتم في قوتكم؟ ..
سؤال وجيه فعلا ، اعدت صياغته في ذهني على النحو التالي : هل يمكن ان يتعب الصحفي من مهنة البحث عن المتاعب ؟ واذا تعب … أي طريق سيسلك ؟ .. لم يستغرقني التفكير في الاجابة ، لانها جاءت سريعة جداً ، لتؤكد حقيقة لاغبار عليها ، ذلك ان كل المهن يمكن ان تستبدل متى ما شاء المرء ، ويمكن ان يجري اختيار أي طريق لمجرد ان يرغبه المرء او يستبدله ، الا طريق الصحافة ، لسبب واحد فقط ان هذا الطريق لاينتهي ، طالما كانت هناك حياة ، ومن اختاره عليه ان يدرك كل ما يواجهه في هذا الطريق لابد ان تكون له القدرة على التغلب عليه ، لذلك يتحول كيان الصحفي نفسياً ومبدئياً وخلقياً الى ارادة من التحدي ، وعزم على الانتصار ، وتلك هي القدرية في ان نكون او لانكون ، في حدود ضرورات الحياة وهموم الوطن وآلام الشعب ، وهي رسالة سامية ان تتحول احزاننا وهمومنا الى افراح ومباهج عندما نتوقف بعض الاحيان لمراجعة انفسنا ، نجد اننا عشنا الصعاب من دون ان نتحسس صعوبتها ، مادام هي قد اوصلت افكارنا وهي تشع بالمبدئية والمهنية والاحترافية.
اعود للاجابة على سؤال رئيس التحرير قائلا : ربما ستتعب المهنة … ولكننا سوف لن نتعب من المهنة.
تهنئة من الاعماق للزميل رئيس التحرير بايقاد شمعة جديدة للصباح الجديد ، وتبريك لكل زميلاتي وزملائي من اسرة التحرير ، وشكر لاحدود له لكل القراء الاعزاء الذين نتحسس وجودهم معنا كل يوم ، وكل عام والجميع بخير.
رياض عبد الكريم
الصباح الجديد تعانق سنة جديدة
التعليقات مغلقة