الولايات المتحدة وإخفاقاتها في الإطاحة بنظام الأسد

مع كثرة الأسباب والدوافع
ترجمة: سناء علي

رصد «دايفيد ألفير»، وهو أستاذ مساعد في كلية تحليل النزاعات بجامعة «جورج ماسون» الأميركية، أربعة أسباب تجعل عملية الإطاحة بالرئيس السوري «بشار الأسد» في الوقت الحالي عملية صعبة، خاصة مع التجارب التي شهدناها في بلدان مماثلة، أدى فيها التدخل الغربي إلى الاطاحة برأس النظام، وما تلا ذلك من عمليات فوضى وصراعات داخلية.
وقال الكاتب في مقال نشره في موقع «The Conversation»، إن « إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتهجت تحولًا مفاجئًا بشأن سوريا، وهو التحول الذي تناقض مع سياستها الخارجية الوليدة.»
واشار الكاتب انه وعلى الرغم من اتفاق وزراء خارجية دول مجموعة السبع على التأكيد بأنه لا حل ممكناً في سوريا ما دام لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة، كما أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت، من جانبه اتخذ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون موقفاً شبيهاً للموقف الفرنسي. وصرح بأن الولايات المتحدة لا ترى مكاناً للرئيس السوري بشار الأسد في أي حل يرسي السلام في سوريا. الا ان هؤلاء توصلوا اخيراً ان التعجل في الإطاحة برأس النظام السوري سيكون خطأً أكبر، خاصة إن استهداف الأسد من المرجح أن يخلف النوع نفسه من الكارثة التي شهدناها في ليبيا بعد سقوط معمر القذافي.»
وفقًا للكاتب، فإن « فراغ السلطة الذي سيتبع الإطاحة المفاجئة وغير الحكيمة لــ الأسد يمكن أن يكون أسوأ من الحرب الحالية، كما أنه قد يغذي الظروف المتنامية بالفعل للتطرف العنيف والجهات الفاعلة شبه العسكرية , كما ان الأسد لا ينبغي أن يبقى في السلطة لقد أثبت ذلك لمدة ست سنوات. الهجوم بغاز السارين في الفترة الأخيرة ما هو إلا حلقة أخيرة في سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان.»

وأضاف الكاتب أنه في غضون 24 ساعة، انتقلت الإدارة الجديدة من مجرد انتقاد الرئيس السوري «الأسد» لاستعماله الأسلحة الكيميائية إلى إطلاق صواريخ أميركية على أهداف عسكرية سورية. وكما كانت الضربات محدودة، فقد كانت هناك تصريحات أيضًا تشير إلى أن هناك خططًا لاستهداف الرئيس الأسد، وكما كان عدم التحرك خلال السنوات الست منذ اندلاع الثورة السورية مكلفًا، فإن التاريخ في الآونة الأخيرة يرجح أن التعجل في الإطاحة برأس النظام السوري سيكون خطأً أكبر.
(داعش).»
وفقًا للكاتب، فإن «فراغ السلطة الذي سيتبع الإطاحة المفاجئة وغير الحكيمة لــ«الأسد» يمكن أن يكون أسوأ من الحرب الحالية، كما أنه قد يغذي الظروف المتنامية بالفعل للتطرف العنيف والجهات الفاعلة شبه العسكرية، كما لا ينبغي أن يبقى في السلطة، لقد أثبت ذلك لمدة ست سنوات. الهجوم بغاز السارين في الفترة الأخيرة ما هو إلا حلقة أخيرة في سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان.
ومن بين الاسباب التي رصدها الكاتب والتي تجعل من عملية الإطاحة بالرئيس السوري صعبة في الوقت الراهن انه» يأتي خلافًا لما يحدث في لعبة الشطرنج، فإن الإطاحة بالملك في الحرب ليست هي النهاية، ولكنها فقط بداية أخرى. فكرة أن سوريا ما تزال موجودة كما يبدو على الخريطة هي ضرب من الخيال. يخضع جزء من أراضيها لسيطرة الحكومة، بينما يخضع جزء آخر لسيطرة تنظيم داعش، فيما تسيطر المعارضة على جزء آخر.»
اما في عالم التنمية الدولي اشار الكاتب « اتضح مرارًا أن الحلول المطلوبة للمشكلات المعقدة لا يمكن فرضها من الخارج. لا تكون هذه الحلول مستدامة، وغالبًا ما تضر ولا تنفع. يجب أن تأتي الحلول من داخل المجتمع المدني نفسه في بلد ما، بدلًا من ذلك، فإن النتيجة ستكون تقويض شرعية الأنظمة نفسها، والتي هي ضرورية لتماسك السكان معًا على المدى الطويل. في الوقت الحاضر لم يبق إلا القليل من المجتمع المدني السوري، ولكن المجالس المحلية تستمر في توفير النسيج الذي يمسك بزمام البلاد في المناطق التي لا يحتفظ بها «الأسد». هذه المنظمات يمكن أن تبدأ الجهود الرامية إلى إنشاء المؤسسات الديمقراطية الجديدة.»
موضحاً انه ومن كل الإجراءات الممكنة التي يمكن للولايات المتحدة أن تتخذها، فإن تغيير النظام يدخل البلاد في بيئة أكثر فوضوية وعنيفة، والتي سيكون من الصعب السيطرة عليها من قبل عدة دول تعمل معًا عسكريًا , اضافة الى ان معظم المناصب الدبلوماسية الأميركية رفيعة المستوى شاغرة. هذه هي المناصب التي تدير العمليات المعقدة لوزارة الخارجية، والتي لديها الثقل السياسي للتنسيق مع وزارة الدفاع فيما يتعلق بعمليات التوجيه والقيادة خلال العمليات العسكرية.»
كما أنها تنسق مع الشركاء الدوليين لضمان عدم وجود خلل في الاتصالات والحد من الأخطاء. توفر هذه المناصب التحليل الضروري حول الديناميات والتغيرات في مناطق الصراع. تساعد أيضًا في التخفيف من احتمال وقوع اشتباكات عرضية مع الجهات الدولية مثل روسيا خلال مراحل الارتباك والتوتر، التي تلي العمل العسكري , كما ان الغارات الأميركية الأخيرة زادت فقط الشعور بالأزمة والارتباك، حيث تساءل الجميع بداية من السوريين والروس والأميركيين عن ماذا ستكون الخطوة التالية ؟

* عن موقع «The Conversation» الاميركي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة