تضارب أنباء السيطرة على “سبايكر” بين القوات الأمنية و”الجيش الإسلامي”

القاعدة نقطة تمركز المروحيات في تكريت

بغداد – وعد الشمري:

لم يعرف بعد مصير قاعدة سبايكر في صلاح الدين التي تعد من اهم مراكز سلاح الجو العراقي، وفيما تتحدث مصادر ميدانية عن سقوطها بيد مسلحي الجيش الاسلامي بعد انسحاب مقاتلي داعش، تؤكد جهات سياسية ومراقبون الى ان القاعدة ما تزال بحوزة القوات الامنية، وان قائد عمليات سامراء الفريق الركن صباح الفتلاوي يدير المعارك منها، لافتين في الوقت ذاته الى وجود عسكري أميركي طبقاً للاتفاقية الامنية التي ابرمتها الحكومة العراقية مع نظيرتها في الولايات المتحدة.

وقالت مصادر ميدانية الى “الصباح الجديد”، أن “قاعدة سبايكر تقبع حالياً تحت سيطرة مسلحي الجيش الاسلامي بعد انسحاب قوات ابو بكر البغدادي، ولا توجد هناك خلافات على الارض بين هاتين الجبهتين”.

وتابعت المصادر ان “عددا من الاسلحة والاعتدة وطائرات التدريب الارضية (سمليتر) موجودة في سبايكر استولت عليها المجاميع المسلحة”.

وزادت المصادر ان “القاعدة وهي على مساحة 40 كيلو مترا تقع بين الضلوعية وبلد وكانت احد مراكز التدريب التابعة لسلاح الجو العراقي”.

وفي مقابل ذلك، افادت سهاد العبيدي النائبة عن صلاح الدين الى “الصباح الجديد” بأن “القوات الامنية ما تزال تسيطر على سبايكر وان المسلحين يشنون بشكل مستمر عمليات من اجل احتلالها لكن من دون جدوى”.

وتابعت العبيدي ان “القوات الامنية تتواجد بكثافة كما ان هناك تعزيزات وصلتها من بغداد ما يصعب عملية اقتحامها ويجعلها عصية على مقاتلي داعش”.

ولا تملك العبيدي احصائيات عن عدد القوات المتمركزة في سبايكر لكنها تؤكد “تواجد بعض العسكريين الاميركان فيها منذ مدد طويلة استنادا الى الاتفاقية الامنية التي ابرمتها واشنطن مع العراق في العام 2008”.

وتشير النائبة عن صلاح الدين الى ان “واشنطن ترى في هذه القاعدة اهمية كبيرة ولا يمكن التخلي عنها الى المسلحين تحت اي ضغط”.

وشدّدت العبيدي على أن “المناطق المحيطة بسبايكر هي قرى تسيطر عليها عشائر الجبور والعبيد ولا وجود للقوات الامنية فيها”.

وأكدتْ أن “قطعات من الفرقة الرابعة للجيش كانت تنتشر في هذه القرى لكنها انسحبت عقب تطور الاحداث مطلع حزيران الماضي وتركتها الى العشائر وان المسلحين لم يستطيعوا بسط نفوذهم فيها”.

وأكملت العبيدي بالقول: إن “عناصر داعش تراجعوا كثيراً في معارك صلاح الدين باتجاه الشرقاط وبيجي بعد ان تم تطهير اغلب مناطـق وسـط المحافظة”.

هذا الموقف عززه الخبير الامني واثق الهاشمي الذي اوضح في حديث الى “الصباح الجديد” ان “قيادة العمليات تخوض معركة صلاح الدين من سبايكر وان الحديث عن سقوط هذه القاعدة عارٍ عن الصحة”.

واضاف الهاشمي ان “قائد عمليات سامراء الفريق صباح الفتلاوي يدير القتال من القاعدة ويشاركه ايضاً محافظ صلاح الدين احمد عبد الله الجبوري”.

ويرى ان “الحكومة التي اقرت بسقوط الموصل ومناطق واسعة اخرى لن تخجل من الاعتراف باحتلال سبايكر في حال صحت هذه المزاعم”.

وذهب الهاشمي الى ابعد من ذلك بالقول إن “الطائرات المروحية تبدأ بطلعتها في سماء صلاح الدين من سبايكر التي ستكون نقطة انطلاق نحو تحرير المناطق المحاذية لها”.

وعدّ الهاشمي ان “المعركة مع داعش إعلامية بالدرجة الاساس وهي من خلال بث المعلومات غير الصحيحة الغرض منها التأثير السلبي في نفوس القوات الامنية”.

وتحدثت وكالات انباء محلية ودولية عن هجوم شنه “عناصر تنظيم داعش منذ ليلة الجمعة وحتى صباح امس على قاعدة سبايكر في مدينة تكريت، فيما ردت القوات الامنية الموجودة بالقاعدة عليهم، وتمكنت من صد الهجوم”.

واضافت ان “طيران الجيش قام بقصف المهاجمين، ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى”، مشيرة الى ان “اشتباكات متقطعة ما تزال مستمرة حول محيط القاعدة”.

واستطردت المصادر الإعلامية أن “القوات الامنية تحاصر عددا من عناصر داعش قرب سبايكر فعناصر التنظيم يحاولون منذ اسبوع اقتحام القاعدة”.

واستدركت: “لكن القوات الامنية احكمت السيطرة على القاعدة بقوة بالتنسيق بين القوات البرية وسلاح الجو”.

وسبق ان أكدت لجنة الامن والدفاع البرلمانية، في البرلمان السابق في 15 حزيران الماضي، اقدام تنظيم “داعش” على اعدام اعداد كبيرة من الجنود في قاعدة سبايكر في صلاح الدين.

ويشهد العراق تدهورا امنيا ملحوظا دفع برئيس الحكومة نوري المالكي، في (10 حزيران 2014)، الى إعلان حالة التأهب القصوى في البلاد، وذلك بعد سيطرة مسلحين من تنظيم “داعش” على محافظة نينوى بالكامل، وتقدمهم نحو محافظة صلاح الدين وسيطرتهم على بعض مناطقها، في حين تستمر العمليات العسكرية في الانبار لمواجهة التنظيم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة