بغداد – أحلام يوسف:
يوم التاسع من نيسان أصبح يوماً تاريخياً ليس فقط بالنسبة للعراقيين، وانما بالنسبة للعالم اجمع، فقد سقط في ذلك اليوم أعتى نظام دكتاتوري في العالم، انه نظام البعث المتمثل بشخصية صدام حسين، الذي كان هو الحاكم الأوحد، ولم تكن بقية الحاشية الا “حاشية”، ينحصر دورها بما يُرسم لها من قبل صدام حسين.
في يوم التاسع من نيسان أصيب العالم بصدمة ما بين فرح، ومصدوم، وحزين، فقد صُدم من كان يعتقد انه كابوس أبدي، وفرح من كان يعرف حقيقة الحياة في ظل حكمه، وحزن من كان مستفيدا منه ماديا. سواء كانوا افرادا، او دولا، وشعوبا.
التقينا بعدد من المواطنين لنسألهم عن ذكرياتهم في ذلك اليوم، وفيما لو كانت فرحتهم قد نُغصت فيما بعد، او ظلت على حالها الى اليوم.
حسام الدراجي ذكر ان يوم مولده هو التاسع من نيسان، واستدرك قائلا “انه يوم مولدي الافتراضي”: هذا اليوم لا يمكن ان ينساه احد من كلا الطرفين، المؤيد، والمعارض، لقد مارست مخابرات البعث سلطة خفية تمثلت بشائعات كانوا يطلقونها بأنفسهم، حول مؤامرات فشلت، وحول الخونة الذين يمكن ان يأتونا بمئة لبوس ولبوس، فنجحوا بأن يحولوا العراقي الى كائن ضعيف، متشكك بكل من حوله حتى اهله، ومتخوف من كل من حوله، خوفا من خيانة احدهم، والابلاغ عنه، وبالتالي رسم نهايته، لكن النتيجة اثبتت انه لم يكن هو ونظامه الا ثلة مجرمين مارسوا القمع والتخويف والترهيب، وفي حقيقتهم هم مجموعة جبناء استعملوا قوة السلطة والسلاح للإبقاء على مناصبهم.
ام حيدر تقول ان نظام البعث خطف منها أولادها الأربعة، فقد تم اعدامهم لأنهم اتهموا زورا انهم ينتمون الى حزب الدعوة، فقط لأنهم كانوا متدينين، وآخرهم تم خطفه من مقر عمله، ولم نعلم شيئا عن إعدامه الا بعد السقوط، نعم فرحت بهذا اليوم، لأني شعرت انه ثأرهم هم وكل من قتل على ايدي جلاوزة البعث.
مهند الياسري قال: ان البعث شُيد على الجماجم والدم: وهذا ما كان يرددونه في اناشيدهم، البعث كان وسيلة مؤامرة على العراقيين، حيث مارس عملية التخريب بكل الاشكال والطرق، صدام حسين رصد مكافأة لمن تبلغ عن زوجها، او اخيها، او ابيها ان هرب احدهم من الجيش، او انتمى لاحد الأحزاب المعارضة لنظامه، فاستغل بذلك ضعف نفوس البعض، والحالة المادية للبعض الاخر، ومن يقدم على مثل تلك الفعلة، لا يمكن ان يرجع عن وصمة العار التي الصقها هو بنفسه على جبينه، وبالتالي فسيتحول الى شخص ممزق وتائه مستقبلا، هناك الكثير من الممارسات الاجرامية التي قام بها البعث لا يمكن حصرها بدقيقة ولا حتى بأعوام لذلك فاكتفي بالقول ان هذا هو يوم التحرير، وان جاء من بعده من يتواءمون معه بعدة صفات.
نوري السعيد موظف متقاعد قال: انها خيانة ان لا تبدي فرحا بهذا اليوم، صحيح اننا اليوم نعيش مآسي أخرى وجديدة علينا كعراقيين، لكن يجب ان يعلم الكل ان التفجيرات، والقتل، والخطف كان يمارس فعليا من قبل نظام البعث، لكن بطريقة أخرى، التفجيرات لم تكن بالشوارع، لكن بأجساد المعارضين، الخطف لم يكن بالطريقة التي يمارسها العصابات اليوم وسط اعتراض المخطوف، بل كان بهدوء أكثر حيث يرافق المخطوف خاطفه وهو يعلم ما سيكون عليه مصيره لكنه مجبر على ذلك.
في الختام اقول لكل من يترحم اليوم على صدام حسين، ويجد ان زمنه “الاعور” كان مبصرا، انك واهم، فان تطلب اجود السيء، فانت طلبت السيء بالفعل، وهنا استعير جملة من قصيدة الشاعر احمد مطر “جواب لكل الاسئلة”، واقول لكل من سولت له نفسه ان يكون سببا بالترحم على دكتاتور.. سَوفَ لنْ تَبقى لَكُم فَوقَ شِفاهِ النّاسِ إلاّ جُملَةٌ مُنتَحَلَهْ،
مِن مَواريثِ قَبيحٍ .. قُبحَكُمْ قَد جَمَّلَهْ
ذكريات العراقيين عن يوم التاسع من نيسان سقوط الصنم
التعليقات مغلقة