بدأ الطرفان على ضوئه جولة مباحثات مع القوى الكردستانية
السليمانية ـ عباس كاريزي:
بعد ان اتفقا في ختام اجتماع عقداه برئاسة مسعود بارزاني اول امس الاحد على اجراء الاستفتاء على استقلال الاقليم خلال العام الحالي، دشن المكتبان السياسيان للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني جولة جديدة من المباحثات مع القوى الكردستانية في سياق سعيهما لاستطلاع رأي الاحزاب السياسية بشأن مسألة الاستفتاء على استقلال الاقليم.
وفي حين طالبت قوى واطراف سياسية بتطبيع الاوضاع السياسية واعادة تفعيل برلمان الاقليم قبيل التوجه الى اجراء الاستفتاء، اعلن المتحدث الرسمي باسم الحزب الديمقراطي محمود محمد انه لا يعتقد بضرورة إعادة تفعيل عمل البرلمان قبل البدء باجراء الاستفتاء.
واضاف محمد ان التحضيرات ستبدأ لاجراء الاستفتاء واننا حتى وان اجرينا الاستفتاء متمسكون بأن تكون لدينا افضل العلاقات مع بغداد وكذلك لاجراء حوار مع دول الجوار..
واكد ان وفداً مشتركاً من الجانبين بدأ جولة مباحثات مع القوى الكردستانية وان لا نية لتأجيل مسألة الاستفتاء وان الاستفتاء لن يضر او يهدد أية دولة او مكون في العراق والمنطقة.
في غضون ذلك توجه وفد آخر شكله الحزبان برئاسة رئيس برلمان كردستان الاسبق عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني عدنان مفتي ويضم كذلك فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم، الى بغداد للتحاور حول مستقبل العلاقة ووضع الكرد في العراق بعد ان تبنى التحالف الوطني الاغلبية السياسية للحكم بعد الانتخابات المقبلة، وهو ما ادى الى تولد خشية لدى الكرد من امكانية تهميشهم في ادارة الدولة ومفاصل الحكم في البلاد.
تبني قيادات في الاتحاد الوطني الكردستاني توجهات الحزب الديمقراطي الكردستاني حيال مستقبل الكرد والعلاقة مع بغداد ومسألة الاستفتاء، ولد استياء واسعاً لدى قيادات وملاكات في الاتحاد الذين تساءلوا عن السبب وراء التغير الذي طرأ على موقف الاتحاد، وهو الاقرب الى بغداد وله علاقات وثيقة مع قواها السياسية وتحديداً الشيعية منها
قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني رفض الكشف عن اسمه قال في حديث للصباح الجديد، ان الاتحاد ومع الاسف الشديد ابتعد بنحو واضح عن الثوابت الوطنية التي كان يتبناها في زمن مام جلال، ووقع بنحو واضح تحت تأثير الضغوطات القومية التي يمارسها الحزب الديمقراطي، الذي يستعمل الورقة القومية لتمرير قناعاته وتسويقها على جميع القوى السياسية الكردستانية.
وتابع المسؤول ان الاتحاد الوطني برغم عدم قناعته من الناحية العملية والظروف والعوامل الموضوعية والذاتية باجراء الاستفتاء في الوقت الراهن، بل وحتى في المستقبل القريب، الا انه رضخ لرغبة وسياسة الحزب الديمقراطي، وقال «كيف يمكن اجراء الاستفاء في ظل وجود خلافات عميقة بين القوى الكردستانية ولم نتمكن من ترتيب البيت الداخلي الكردي ولحد الان لا احد يعرف اين تذهب واردات الاقليم النفطية.
وتابع من الناحية الإقتصادية فإن سياسة الإستقلال النفطي قادت الإقليم الى كارثة حقيقية أدت في المحصلة الى قطع رواتب الموظفين من بغداد، وعجز حكومة الإقليم عن دفع ربع رواتب موظفيها،إضافة الى إغراق الإقليم تحت ديون تفوق 20 مليار دولار، ناهيك عن إستشراء الفساد بنحو غير مسبوق في جميع مرافق الحكومة.
واكد ان الاتحاد اعد خارطة طريق كأساس لحوار مع الديمقراطي والاطراف السياسية الأخرى اين ذهبت هذه الورقة ولماذا لم يتم التطرق اليها في اجتماع الاتحاد مع الديمقراطي، مضيفاً ان اغلب قيادات الاتحاد اضافة الى مؤسساته الرصينة تعارض السياسة الحالية للمكتب السياسي الذي ابتعد بنحو كبير عن ثوابت الاتحاد الاساسية.
حركة التغيير بدورها عبرت عن استغرابها من اقحام الاقليم في ازمة جديدة مع المركز مشيرة الى ان الذين ركبوا على ظهر القضية المشروعة لشعب كردستان ويعرضون مقدرات الشعب كل يوم الى انواع من المآسي والويلات، يخدرون الشعب بالامس بمسألة علم كركوك واليوم بموضوعة الاستفتاء.
وقال عضو مجلس النواب عن حركة التغيير هوشيار عبد الله في تغريدة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك « ان شعب كردستان لم يعد يحتاج بعد الان الى الرواتب او واردات النفط لان سيتناول من الان فصاعدًا الخبر مع الاستفتاء، وستصرف وارداته وثرواتهم على اجراء الاستفتاء المزعوم.
عبد الله تابع موجهاً عدداً من الاسئلة الى الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي اولها «هل انتم على استعداد ان تطلبوا من المواطنين المشاركة في الاستفتاء قبل الكشف عن موارد الاقليم واين تذهب ثرواته، ولماذا لايحصل الموظف على راتبه في الاقليم، والثاني هل ستسمحون للبرلمان بأن يجتمع كمرجع شرعي لشعب كردستان ليقرر بشأن مسألة الاستفتاء، ام انكم في المكتبين السياسيين للاتحاد والديمقراطي حصلتم على تفويض من قبل الشعب كمرجع اعلى له، ويضيف عبد الله ان هناك كثيراً من المسائل الجوهرية التي يجب ان تبحث وتعالج قبل ان نخطو نحو الاستفاء الا انه لاحياة لمن ننادي.
بدوره قال روز نوري شاويس رئيس الوفد التفاوضي المشترك للديمقراطي والاتحاد الوطني الذي زار امس الاثنين الاتحاد الاسلامي واغلب القوى والاحزاب السياسية في اربيل، في مؤتمر صحفي ان الوفد يعمل على استطلاع آراء جميع القوى والاطراف السياسية حول مسألة الاستفتاء، مشيراً الى تبلور رأيين لدى القوى السياسية التي تباحث معها، وهي هل ينبغي بحث مسألة الاستقلال مع بغداد قبل اجراء الاستفتاء ام بعده.