مجلس الأمن يصوّت بالإجماع على قرار حماية التراث الثقافي في مناطق النزاع

بغداد – تضامن عبد المحسن:
صوت اخيرا مجلس الامن بالإجماع على قرار يخص الاتجار بالممتلكات الثقافية، بعد جهود متواصلة، لمدة أكثر من عام بذلها فرياد رواندزي وزير الثقافة، وبمساندة الدول الصديقة، فيما يخص الآثار العراقية، التي تعرضت للتدمير والنهب على أيدي عصابات داعش الارهابية.
وتم فيما بعد ايصال الرسالة الى مؤتمر المانحين الذي نجح بدوره في تعبئة المجتمع الدولي، من أجل تمويل عمليات التدخل العاجل والسريع للآثار المهددة بفعل النزاعات المسلحة، والمخاطر بشتى أنواعها، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالآثار،
وتم التصويت على وفق القرار المرقم 2347 الذي يعالج هذه القضية الحيوية، ويضع طرقا لحماية التراث الثقافي في أثناء الصراعات المسلحة، كما ركز القرار على فقرتين هما، انشاء صندوق دولي، وانشاء شبكات آمنة للممتلكات الثقافية المهددة.
جاء ذلك في جلسة مجلس الأمن الدولي ليوم 24/3/2017، التي تناولت مشكلة تدمير، ونهب التراث الثقافي من قبل الجماعات الإرهابية، وفي أثناء الصراعات المسلحة.
من جانبه، شدد يوري فيدوتوف المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة، المعني بالجريمة والمخدرات، على الحاجة الملحة للعمل بالتصدي لتدمير التراث الثقافي والاتجار به، مضيفا “ان الحاجة للعمل، اصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في وجه التدمير الواسع لأماكن التراث الثقافي في سوريا، والعراق، والاستيلاء على آلاف القطع من الممتلكات الثقافية قرب حدود هذين البلدين”.
ومن جانبها وصفت المديرة العامة لليونيسكو، إيرينا بوكوفا، القرار بـ “التاريخي”، موضحة أنه يعكس أهمية التراث الثقافي في مجال السلم والأمن، ومشددة على أن “التراث هو الهوية وهو الانتماء”. وفي السياق نفسه أشارت المديرة العامة إلى أن لليونسكو استراتيجية عالمية ترتكز على رؤية واضحة، وأن المنظمة تضطلع بمسؤولياتها لتنسيق العمل الدولي في هذا الصدد، قائلة إن “التراث يثبت أن الحوار ما بين الثقافات كان دائما موجودا، ويحكي تاريخنا الماضي، ويقترح مستقبلا مشتركا. المتطرفون العنيفون يدركون هذا الأمر، ولذلك يسعون إلى تدميره”. ومن ثم استدركت قائلة: قوة السلاح لا تكفي لهزيمة التطرف العنيف. فالسعي من أجل السلام يتطلب أيضا ثقافة، وتعليما، ووقاية، ونقلا للتراث: هذه هي رسالة هذا القرار التاريخي، ونطاقه الضخم.”
بوكوفا اقتبست من الشاعر الألماني هاينرينش هاين قوله: إنه “في كل مكان يحرق فيه الرجال الكتب والثقافة، ينتهي بهم الأمر إلى إحراق رجال آخرين”، مشيرة إلى أن التاريخ أثبت بصورة جلية هذا القول “تدميرُ التراث بنحو متعمد جريمةُ حرب. وقد أصبح تكتيكَ حرب ضمن استراتيجية عالمية للتطهير الثقافي. لذلك فإن حماية التراث ليست مجرد قضية ثقافية وحسب، بل هي ضرورة أمنية لا تنفصل عن مسألة حماية الحياة البشرية”.
ومن الجدير بالذكر ان مشروع القرار قدمته وزيرة الثقافة الفرنسية اودري اوزولاي الى مجلس الامن، فيما كانت إيطاليا قد أنشأت أول وحدة متخصصة في العالم لحماية التراث الثقافي في حالات الطوارئ، بقيادة شرطة حماية التراث الثقافي، والعميد فابريزيو بيرولي الذي شارك بالجلسة.
أما فرنسا فكانت قد أطلقت مع الإمارات العربية المتحدة صندوق تمويل جديدا يحتوي حاليا على أكثر من 75 مليون دولار.
وعدت بوكوفا القرار الجديد رؤية مهمة وجريئة لطبيعة العلاقة ما بين السلام والتراث، مثنية على فرنسا وإيطاليا راعيتي القرار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة