لجان برلمانية وحكومية “للتقصي” عن سقوط ضحايا مدنيين في الموصل

وزيرا الدفاع والداخلية رجحا ضلوع “داعش” الإرهابي في “المجزرة”
بغداد ـ مشرق ريسان:
تشغل “مجزرة الموصل الجديدة” بال الحكومة والبرلمان، بشأن معرفة الأسباب والمتسببين بسقوط المئات من الضحايا المدنيين في منطقة الموصل الجديدة في الساحل الأيمن للمدينة.
وعقب يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي تشكيل لجان للتحقيق في الحادث، قرر مجلس النواب اتخاذ خطوة مماثلة، خلال جلسته التي عقدت في (28 آذار 2017) بحضور وزيري الدفاع عرفان الحيالي والداخلية قاسم الأعرجي.
وعلى الرغم من دعوة رئيس البرلمان سليم الجبوري خلال الجلسة إلى “الاهتمام والبحث الدقيق بشأن سقوط ضحايا مدنيين في الموصل والتوصل إلى حلول سريعة”، إلا إنه أكد إن “الحديث عن مجزرة الموصل الجديدة لا يعني مطلقاً التقليل من جهد وإنجازات القوات المسلحة البطلة في عمليات التحرير، وما بذلته من جهد احترافي في العمليات السابقة”.
وبحسب محضر الجلسة، وردت نسخة منه لـ “الصباح الجديد”. طالب الجبوري بـ “عدم التعجل في سرد تفصيلات الحادث وترك مسألة التقصي للجان النيابية التي ستشكل للتوصل الى نتائج نهائية بشأن الحادث والأطراف المقصرة”، منوهاً الى “أهمية حماية أرواح المدنيين في كل الظروف كون تحرير الانسان هدفاً أساساً للجميع”.
وشدد رئيس البرلمان على عدم وجود حصانة لأي طرف يتسبب بإزهاق أرواح المدنيين عمداً”، داعياً في الوقت ذاته وسائل الإعلام إلى “توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم اللجوء الى الإثارة والسبق على حساب الحقائق وأرواح الناس”.
كما دعا الجبوري إلى “اعتبار محافظة نينوى منطقة منكوبة”، مطالباً القمة العربية بـ “مضاعفة دعم العراق في مواجهة الإرهاب وزيادة الدعم الإنساني، مع أهمية اعتبار الضحايا شهداء وتقديم العلاج للجرحى”.
واستضاف المجلس في جلسته، وزيري الدفاع والداخلية، إضافة إلى مدير الاستخبارات في جهاز مكافحة الإرهاب لمناقشة أحداث الموصل وتقريري لجنتي الأمن والدفاع وحقوق الإنسان الخاصة بالحادثة.
وقال وزير الدفاع ان “المعارك الجارية لقواتنا استرشدت لمبادئ الحرب النظيفة وتحرير الانسان قبل البنيان، على الرغم من تدني أخلاق العدو”، لافتاً الى ان “القوات المسلحة تعمل بمسارين هما انقاذ النازحين ومواجهة العدو”.
وكشف الحيالي عن “تحرير القوات المسلحة نحو 50% من مساحة الجانب الأيمن من مدينة الموصل”، مؤكداً “الحرص على حياة المدنيين في المعركة، مع ان التنظيم الإرهابي استخدم المدنيين دروعاً بشرية ولجأ للسيارات الملغومة”.
ويتابع وزير الدفاع حديثه قائلاً إن “التحقيقات الأولية تشير الى ان الذي يقف وراء الحادث في الموصل الجديدة هو تنظيم داعش”، وفيما شدد على ان “لا مصلحة لتوجيه الاتهام لأي جهة من دون أدلة”، تعهد بـ “كشف الحقائق أمام الرأي العام”.
من جهته، لفت وزير الداخلية قاسم الاعرجي الى ان “القوات الأمنية وفريق الدعم الدولي يتوخون الدقة في عمليات تحرير نينوى”، موضحاً إن “التحقيقات بشأن الحادث مستمرة، ومجلس الوزراء وجه بإرسال وفد وزاري الى منطقة الساحل الأيمن لدعم المدنيين والقوات الأمنية في المعركة”.
وتعهد الأعرجي، وفقاً لمحضر الجلسة، بـ”اتخاذ جميع الإجراءات القانونية في حال إثبات ان ما حصل كان من طرف القوات العراقية”، لكنه أوضح إن “المعطيات تشير الى ان داعش يقف وراء ما حصل”.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر برلماني-رفيع المستوى-إن وزيري الدفاع عرفان الحيالي والداخلية قاسم الأعرجي اتهما تنظيم داعش الإرهابي بالوقوف وراء سقوط عدد من المدنيين بين شهيد وجريح في منطقة الموصل الجديدة، جراء استعماله إياهم دروعاً بشرية.
وبحسب المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، في حديث مع “الصباح الجديد”، فإن “تنظيم داعش الإرهابي أقدم على زج المئات من المدنيين في منازل ضيقة”، مضيفاً إن “القصف الجوي الذي استهدف عناصر التنظيم أسهم في سقوط هذه الأعداد من الضحايا”.
وطالب المصدر “المجتمع الدولي بالتدخل لمساعدة الضحايا من الجرحى؛ وعشرات الذين ما يزالون حتى الآن تحت الأنقاض”، كاشفاً في الوقت ذاته عن “استمرار التحقيقات لمعرفة من المتسبب بهذه المجزرة، إضافة إلى الدوافع التي تقف وراءها”.
وتابع المصدر حديثه قائلاً إن “الوزيرين رجحا فرضية أن يكون تنظيم داعش الإرهابي يقف وراء هذه المجزرة”، مشدداً في الوقت ذاته على أهمية “استمرار عمليات تحرير الموصل وعدم توقفها واعطاء داعش أي فرصة للهرب”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة