تركيا مستعدة للعمل مع البنتاغون لتحرير الرقة
متابعة الصباح الجديد:
أعلن مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، عن استعداد بلاده للمشاركة في عملية تحرير مدينة الرقة وأراضي سوريا كافة، من مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وأوضح الوزير التركي أن أنقرة بحثت خطوات مقبلة في سوريا وفي مدينة الرقة بالتحديد مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا، مضيفا: «بمشاركة الوحدات المحلية والتخطيط الصائب، بإمكاننا تحرير أراضي سوريا من مسلحي «داعش» بسهولة».
وفي ما يخص استمرار عملية «درع الفرات»، أشار وزير الخارجية التركي إلى ضرورة تحرير مدينة منبج، حيث تنشط وحدات حماية الشعب الكردي، التي تعتبرها أنقرة تنظيما إرهابيا مرتبطا بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، وقال: “نتوقع من واشنطن خطوات ترمي إلى إخراج وحدات حماية الشعب الكردي من منبج. وسنخطط لاحقا للعملية على الرقة”.
المخاوف التركية تصر أنقرة على أن ينفذ الهجوم مقاتلون عرب محليون بدعم من القوات التركية على عكس قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة التي تضم علاوة على المقاتلين العرب مقاتلين أكرادا ترى تركيا أنهم يمثلون تهديدا.
وفي حين تحذر تركيا من صدع كبير في العلاقات إذا تم تجاهل مخاوفها قال مسؤول أمريكي إن مسؤولين عسكريين أمريكيين وأتراكا عكفوا في الأيام الأخيرة على مراجعة اقتراحات تركية لحملة الرقة. وقال مسؤولون طلبوا عدم نشر أسمائهم إنهم لم يتوصلوا إلى قرار.
وقدر مسؤول تركي كبير طلب أيضا عدم نشر اسمه أن هناك ما يصل إلى عشرة آلاف مقاتل يمكن إتاحتهم لحملة الرقة بالإضافة إلى القوات التركية وأي قوات أمريكية تدعمهم.
ومع ذلك فقد تساءل مسؤولون أميركيون عما إذا كانت القوات المدعومة من تركيا على قدر المهمة على الأقل في أي وقت قريب وأشاروا إلى الصعوبات التي واجهها المقاتلون المدعومون من تركيا في الأيام القليلة الماضية أثناء عملية طرد الدولة الإسلامية من مدينة الباب السورية وهي أصغر كثيرا من الرقة وهدف أيسر.
وفي تذكرة بالتهديد القائم حتى بعد انتزاع السيطرة على مدينة الباب الخميس الماضي أدى انفجار سيارة ملغومة تابعة للدولة الإسلامية إلى مقتل ما يربو على 50 شخصا في قرية سورية مجاورة امس الاول الجمعة.
ومن غير الواضح أيضا كيف ستصل القوات التركية إلى الرقة ربما عن طريق شق طريق عبر الأراضي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية أو الأراضي الخاضعة لسيطرة الأكراد. وأشار مسؤول بالمخابرات الأميركية أيضا إلى أن تركيا قد ترغب في تطهير مدينة منبج السورية من الأكراد قبل الزحف إلى الرقة.
وربما لا تزال القوات المدعومة من تركيا تحتاج إلى تدريب وقد تكون بحاجة إلى تعزيزات بأعداد أكبر كثيرا من قوات العمليات الخاصة الأميركية الموجودة في سوريا حاليا وقوامها 500 فرد. وكل هذه عوامل قد تؤدي إلى بطء عملية الرقة وتعقيدها.
وقال بليز ميستال مدير برنامج الأمن القومي في مركز سياسة الحزبين «بقدر ما عبر الرئيس ترامب عن رغبته في استعادة الرقة بأسرع ما يمكن وبالقوة فإن القوة الوحيدة المستعدة للقيام بذلك هي قوات سوريا الديمقراطية.»
من ناحية أخرى فإن قوات سوريا الديمقراطية أكبر بكثير من القوة التي تقترحها تركيا.
يقول مسؤول أميركي إن عدد المقاتلين العرب الذين سيساعدون في عملية الرقة ضمن قوات سوريا الديمقراطية يبلغ نحو 27 ألفا لكن مسؤولي المخابرات الأمريكية يقولون إن تلك القوات لا تزال غير منظمة وغير مدربة بالشكل الملائم وتحتاج إلى دعم من القوات الكردية التي تمثل أفضل المقاتلين المحليين للتحالف.
وحتى لو دعمت الولايات المتحدة قوات سوريا الديمقراطية في الهجوم يشير ضباط في الجيش الأميركي إلى أن هناك حاجة لقوات أميركية إضافية.
ونقلت (سي.بي.اس نيوز) عن الجنرال الأميركي جوزيف فوتيل رئيس القيادة المركزية الذي زار سوريا امس الاول الجمعة قوله في وقت سابق هذا الأسبوع إن القوات التي تدعمها الولايات المتحدة «لا تملك إمكانية التنقل الجيد ولا تملك قوة نيران كبيرة.»
تعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امس الاول الجمعة، باقتلاع تنظيم «داعش» المتطرف من جذوره، واصفًا اياه بـ»الشر» الذي يجب اقتلاعه.
وقال ترامب خلال كلمة أمام المؤتمر السنوي للمحافظين الأميركيين في ولاية ميرلاند: « من خلال العمل التعاوني مع حلفائنا، سنقتلع هذا الشر «داعش» من جذوره»، وهي التصريحات التي تأتي على خلفية استعداد البنتاغون لطرح مجموعة «خيارات»، الأسبوع المقبل، لملاحقة التنظيم المتطرف، على رأسها تعزيز قوات الجيش الأميركي، وتكثيف الجهود الدولية المناهضة للجماعات الإرهابية، وذلك في استجابة لطلب ترامب بوضع خطة لهزيمة «داعش»، فيما قد تمتد الخطة لأبعد من ملاحقة «داعش، لتشمل الجماعات الإرهابية الأخرى، وقد تشمل أيضًا تعزيز دور القوات الأميركية داخل سورية.
وتعكس تصريحات بعض كبار المستشارين العسكريين في الإدارة الأميركية، الزيادة المقترحة لأعداد القوات الأميركية في سورية، والتي يمكن أن يكون لها دورها في مساعدة القوات المحلية والتعاون معها، حيث أعرب قائد القيادة المركزية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط، الجنرال جوزيف فوتيل، الأربعاء الماضي، عن قلقه حول أهمية الحفاظ على قوة الدفع ضد «داعش» في سورية، مشددًا على ضرورة إرسال مزيدًا من القوات الأميركية إلى الأراضي السورية لتسريح الحملة ضد التنظيم.
من جانبه أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة كان قد نظمها معهد «بروكينغز» في واشنطن، أنه سيقدم خيارات إلى الرئيس ترامب بخصوص تسريع الحرب على «داعش» وغيره من التنظيمات الإرهابية، وسوف يشمل هذا تنظيم «القاعدة»، الذي يكسب الآن أراضي جديدة في حربه مع القوى المحلية في سورية.