مع تفاقم الصراع بين الدول الإقليمية
ترجمة: سناء علي
في تقرير نشر على صفحات البوست الاميركية اشار فيها الجنرال المتقاعد « لوين جان « الى ان « الحرب في سوريا التي بدأت عام 2011 اختلفت طبيعة تحالفات اطراف النزاع فيها بنحو متناقض وغير مفهوم في بعض الاحيان، وبعد التدخل الروسي كان ذلك نقطة فارقة في الازمة وزاد من تناقضات الاوضاع هناك، فبينما اسقطت تركيا طائرة حربية روسية على الحدود مع سوريا وتوقع كثيرون حدوث مواجهة عسكرية كبرى؛ عادت علاقات الاتراك والروس فيما يشبه التحالف الوثيق بين الطرفين، عقدت على أثره الكثير من المباحثات المشتركة وعلى اعلى المستويات، وقد مثل مؤتمر استانا الاخير اوضح الامثلة للتفاهمات الروسية _ التركية _ الايرانية _ وسمي هذا الثلاثي باسم «الضامنين الثلاثة»، وهو ما سبب احراجاً كبيرًا للولايات المتحدة ودول الخليج بعد ان اصبح دورهم شبه هامشي.»
جان مضيفا « الحرب الجارية في سوريا منذ خمس سنوات كشفت عن الكثير من خفايا العلاقات الدولية والحدود الفاصلة بينها، فأوضحت هذه الحرب الكثير من الثوابت والمتغيرات والعوامل المؤثرة في طبيعة التفاعل الدولي في القرن الحادي والعشرين مع ازدياد الاعتماد على التقنيات الحديثة في الحروب وتأكيد الدول على تقليل الخسائر للجيوش النظامية وكثرة الاعتماد على الاسلحة الموجهة عن بعد. انها حرب تجارب الاسلحة والنظريات.»
واشار جان « الى ان وسائل إعلام أميركية تحدثت عن تزويد سوريا بمنظومات صواريخ تكتيكية روسية من طراز «توتشكا». وذكرت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين سابقين، أن نحو 50 صاروخاً من هذا الطراز وصلت إلى ميناء طرطوس السوري في اليومين الأخيرين. كما أشارت القناة إلى أن روسيا أطلقت صاروخين من نوع «توتشكا» إضافة إلى 4 صواريخ من طراز «إسكندر» على ريف إدلب. فيما نفت روسيا هذه الاخبار لكن لا غرابة من استعمال موسكو لهذا النوع من الصواريخ بعد ان نصبت منظومات اس 400 للدفاع الجوي في سوريا واستعملت احدث طائراتها، وان استعمالها في هذا التوقيت يعطي رسائل لتركيا والولايات المتحدة مفادها «اذا تخليتم عن الحوار فلدينا وسائلنا الخاصة لمنع تطور الامور خارج رغبتنا».»
واوضح ايضا ان « الجانب التركي عبر صراحة عن رغبته بإقامة منطقة حظر جوي، بما يتعارض مع الرغبة الروسية ليأتي رد الاخيرة سريعاً، على لسان دبلوماسي روسي رفيع المستوى قال أنه مازالت هناك نقاط اختلاف كثيرة في مواقف موسكو وأنقرة من الأزمة السورية، وشدد على أن الجانب الروسي ينطلق من أن الأتراك لا يقيمون «منطقة عازلة»، في اشارة واضحة ان هذا الموقف خارج عن اطار التفاهمات السابقة، والاكثر من ذلك ان الروس لا يثقون اصلا بالاتراك. ويستشف من التحركات الروسية انها كانت تعلم بالاستدارة التركية والرغبة الاميركية بإقامة المنطقة الامنة لذلك استبقت هذا الامر، فقد أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن اختبار مفاجئ 7 شباط للقوات الجوية الفضائية الروسية لتقييم جاهزيتها بأمر مباشر من الرئيس فلاديمير بوتين. وهو رسالة واضحة على ان الرفض الروسي جدي وغير قابل للنقاش.»
وبين جان ان « وسائل إعلام أميركية تحدثت عن تزويد سوريا بمنظومات صواريخ تكتيكية روسية من طراز «توتشكا». وذكرت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين سابقين، أن نحو 50 صاروخاً من هذا الطراز وصلت إلى ميناء طرطوس السوري في اليومين الأخيرين. كما أشارت القناة إلى أن روسيا أطلقت صاروخين من نوع «توتشكا» إضافة إلى 4 صواريخ من طراز «إسكندر» على ريف إدلب. فيما نفت روسيا هذه الاخبار لكن لا غرابة من استعمال موسكو لهذا النوع من الصواريخ بعد ان نصبت منظومات اس 400 للدفاع الجوي في سوريا واستعملت احدث طائراتها، وان استعمالها في هذا التوقيت يعطي رسائل لتركيا والولايات المتحدة مفادها «اذا تخليتم عن الحوار فلدينا وسائلنا الخاصة لمنع تطور الامور خارج رغبتنا».
واوضح جان ان « الامور غير واضحة لحد الان لكن المؤشرات تؤكد ان هناك تغيرات سوف تطرأ على الميدان السوري محورها منطقة الحظر الجوي وعودة العلاقات بين واشنطن وانقرة، لكن الطريق ليس معبداً امام هذا الوفاق الجديد، فالاكراد هم محور الخلاف بين الطرفين ولم تحل قضيتهم بعد، بل ان واشنطن قد تفضلهم على انقرة ما يعقد المسألة اكثر لا سيما بعد تسلمهم دفعة اميركية جديدة من الاسلحة، كما ان الاتراك يعرفون بنوايا ترمب المعادية لحركة الاخوان المسلمين، ومن ثم فان تحركاتهم سوف تكون مرهونة في هذه المتغيرات.»
واكد ان « دونالد ترمب اذا حاول تنفيذ خطة الحظر الجوي المدعومة تركياً وخليجياً فالساحة السورية ربما ستكون مقبرة للعلاقة الخاصة بين الرئيس الروسي فلادمير بوتين ونظيره الاميركي، كما ان المنطقة الامنة تعني ضعف وربما انهيار التفاهمات الروسية التركية، وفي هذه الحالة فان كل الاتفاقات حول وقف اطلاق النار ربما سوف تنهار وتعود المواجهات العسكرية من جديد ما يؤثر بنحو سلبي على الجميع.»
* عن صحيفة الواشنطن بوست الاميركية