عمار البغدادي
كاتب عراقي
كلما اقتربت الانتخابات النيابية من مواعيدها اشتدت ضراوة المعارك السياسية ومحاولات النيل من هذا الطرف السياسي او ذاك وبالتالي الذهاب الى اقرب نقطة من البرلمان ومباني الحكومة بغية التهديد وايصال الرسائل المختلفة!.
الرئيس العبادي قال كلاماً مهماً الاسبوع الماضي ان الدولة العراقية ليست ضد التظاهر السلمي وان حق الاعتراض السياسي والاجتماعي مكفول في قوانين ودستور الدولة لكن الحكومة او الدولة او هو شخصيا ضد من يحاول ان يخدع الشعب العراقي!.
ماالذي يقصده الرئيس العبادي وهو يشير الى الخدعة وهل هنالك جهات سياسية تشتغل على خداع الشعب العراقي من وراء « سالفة» الانتخابات وضرورة تغيير وجوه قادة وموظفي المفوضية الكبار في تلك المؤسسة المسؤولة عن الانتخابات؟!.
ابتداءا اقول ان كاتب المقال لاينتمي لاي من الجهات السياسية النافذة او الطامحة بالفوز بعضو او عضوين او برئاسة المفوضية المستقلة للانتخابات وانا في الحقيقة احاول ان احفر في الجدار السياسي الذي يبدو صلباً وصلداً في مواجهة اعتراضات كبيرة من هنا وهناك واستكناه طبيعة المشكلة الدائرة بين الكتل السياسية واصرار بعض الكتل والتيارات السياسية الذهاب الى الشارع والاحتكام للاتباع والمناصرين لحل مشكلة يفرض وجودها الاحتكام اما الى التحالف الوطني بوصفه الكتلة الاكبر او عن طريق طاولة الحوار السياسي بين قادة الكتل والمجموعات السياسية في الدولة العراقية وليس الذهاب الى الشارع الذي قد لايعرف تفاصيل مايتظاهر ضده بالضرورة.
يعرف قادة او بعض قادة العملية السياسية او قادة الكتل السياسية والنيابية في مجلس النواب ان الاحتكام الى الشارع يمثل آخر الدواء .. والسؤال هل استنفدنا كل الخيارات السياسية وخيار طاولة الحوار الوطني الذي يجمع كل الاطراف السياسية حتى نحتكم الى الشارع في وقت ترى المسألة الدولية في الولايات المتحدة والمسألة العربية ممثلة بدول الجوار ومنها المتآمرة على العراق والتجربة الوطنية وداعش وهي تشهد فصول انهيار آخر امل في الطرف الايمن من الموصل في دولة الخلافة المزعومة هذه السيول الجماهيرية الكبيرة وهي تتحشد امام المنطقة الخضراء وقرب البوابات الرئيسة فيها وعلى مقربة من مجلس النواب العراقي؟.
هل اصبح خيار مداهمة مجلس النواب واسقاط خيار الشعب العراقي الممثل بقبة البرلمان الذي ستعود الجماهير العراقية ذاتها اليه نهاية عام 2017 لانتخاب فريق نيابي جديد هو القاعدة لبناء مفوضية جديدة والذهاب الى الانتخابات العراقية؟!.
هل يعتقد من يذهبون لخيار التصعيد السياسي والاعتراضات الجماهيرية ان هذا الموقف والاسلوب سيجبر قادة الفرق السياسية على العدول عن الامر وانتخاب مفوضية جديدة تتناسب وتتلاءم مع مطلب قادة تيار الاعتراض السياسي امام الخضراء؟.
ليتذكر الاخوة المعترضون وهم ذاتهم الذين خرجوا قبل سنة من الان واحتلوا مجلس النواب العراقي وداهموا مكتب رئيس الوزراء ولامسوا بالقوة هيبة الدولة ان العمل باستعمال القوة لن يجدي ولن يؤسس شيئاً ايجابياً بل سينظر اليكم غالبية جمهور الامة « وانتم تمثلون جزءا من مدار الامة المليوني الطويل العريض» بعين من يحاول الاشتغال باجندة خاصة تحاول بالقوة ارغام الكتل السياسية والقوى المشاركة في بناء الحكومة والدولة القبول بماتريدون تكريسه وتمريره وهذا الامر لن يمر بسهولة.
لديكم ايها السادة ممثلون في البرلمان ونواب موجودون في اللجان البرلمانية المهمة في المجلس واذا كان لديكم مايعزز القناعة بتغيير وجوه المفوضية « ويجب ان يتم تغييرهم» ماعليكم الا ان تسوقوه عبر الطرق النيابية والبرلمانية والقانونية المشروعة وليس عن طريق التهديد!.
ولعل كلمة رئيس الوزراء العبادي الذي سلم عليكم وانتم في الخضراء ودفع سيارات الجيش العراقي بتوزيع الطعام عليكم كانت واضحة من ان الدولة العراقية تكفل الحريات لكنها ضد من يخدع الشعب العراقي!.
هل الذي يجري امام الخضراء خدعة؟!.
هل ان من يدفع الى التظاهر يشعر بالضرر من استمرار الفريق الحالي بالمفوضية وان القانون الانتخابي الجديد ليس بصالحه فيحاول خلط الاوراق بالذهاب الى التظاهر والاعتراض الشديد.
المعركة ليست على المفوضية ايها السادة !
التعليقات مغلقة