الأهالي يطالبون بتطهير أحيائهم من خلايا التنظيم النائمة
نينوى ـ خدر خلات:
ينتقد ناشطون موصليون “الروتين” الذي يطغي على اسلوب الاجهزة الامنية في التعامل مع المعلومات التي يقدمها المواطن حول المنتمين لتنظيم داعش، فيما يعد مصدر امني ان القضاء على الدواعش ليس بعملية سهلة ويتطلب المزيد من الوقت والتعاون مع تفعيل دور المختارين بالأحياء السكنية.
وقال الناشط المدني الموصلي لقمان عمر الطائي، في حديث الى “الصباح الجديد” ان “الحالة الامنية في الاحياء المحررة بالجانب الايسر من مدينة الموصل مقبلة على المزيد من الارباك والتوتر، ما لم يكن هناك سلسلة من الاجراءات المشددة والتعامل بجدية اكثر مع المعلومات التي يقدمها المواطن للأجهزة الامنية حول المنتمين للتنظيم المتطرف والباقين في منازلهم من دون ان تطالهم يد العدالة”.
واضاف “على وفق المعلومات التي نجمعها من مصادرنا، فان العشرات من المعلومات الامنية يتم تزويدها للجهات المختصة من قوات مكافحة الارهاب وجهاز الامن الوطني والرد السريع وغيرها، بعضها يأتي بنتائج ايجابية سريعة، ويتم القبض على من بايع او ناصر او انتمى للتنظيم الارهابي، لكن بعض تلك المعلومات تذهب سدى”.
ولفت الطائي الى ان “مواطنين موصليين نقلوا الينا انهم فوجئوا بأن الدواعش الذين ابلغوا عليهم خرجوا من التحقيقات الامنية كالشعرة من العجينة، وانهم يتجولون في الاحياء السكنية مجددًا ويزعمون انه لا يوجد لدى الاجهزة الامنية دليل رسمي ضدهم، ا وان اسماءهم لم تكن في قاعدة البيانات والى ما ذلك من اسباب”.
وتابع “بينما الاهالي واثقون من انهم يريدون تطهير مناطقهم والتخلص من الدواعش الذين كانوا يرتدون الزي الافغاني (القندهاري) وكانوا يروعون الاهالي ويعتدون عليهم ابان سيطرة التنظيم على تلك المناطق سابقا”.
وحذر الطائي من “العودة الى المربع الاول في حال دخل الفساد المالي بالتحقيقات الامنية واطلاق سراح الدواعش مقابل اموال طائلة، علما انه لم تردنا هكذا معلومات لحد الان، لكننا لا نستبعد أي شيء بهذا الشأن خاصة وان الفساد يعم البلاد منذ سنوات عديدة”.
ومضى بالقول “خلال رصدنا للوضع الامني، التقينا بعدد من الشباب الذين خففوا لحاهم قليلا، وبعض الفتيات اللواتي يرفضن رمي النقاب، وعندما نسألهم عن ذلك يقولون (الدنيا ليست امان ونحن نخشى عودة الدواعش والانتقام منا)”.
وشهدت بعض احياء مدينة الموصل عدة خروقات امنية، اسفرت عن مقتل واصابة اكثر من 20 شخصا غالبيتهم من المدنيين، الامر الذي دفع الاهالي الى الحذر من التجمعات وتوجيه الانتقادات للأجهزة الامنية، والتحذير من الانفلات الامني وعودة التفجيرات والاغتيالات وغيرها.
من جانبه، قال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “ما حصل من خروقات امنية مؤخراً لا يمكن ان تقلل من انتصارات قواتنا، وهذه هي انفاس التنظيم الارهابي الاخيرة، وان تطهير المدينة بالكامل مسألة وقت ويتطلب المزيد من التعاون من قبل الاهالي مع اجهزتنا الامنية”.
واضاف “بطبيعة الحال هنالك عناصر داعشية متخفية في الاحياء الشرقية من مدينة الموصل، وهنالك خلايا نائمة تنتظر التعليمات من قياداتها الارهابية، لكننا فككنا الكثير من تلك الخلايا، ونطارد خلايا وعناصر اخرى، لكننا نحتاج الى المزيد من الوقت لتحقيق الامن والاستقرار الذي ننشده”.
ولفت المصدر الى ان “مدينة الموصل رزحت تحت سيطرة الدواعش لعامين ونصف العام، وبلا شك هنالك عناصر انتمت للتنظيم قد لا نملك معلومات عنهم او انهم ليسوا ضمن قاعدة البيانات الخاصة بنا، لكن المعلومات التي يقدمها المواطن نتعامل معها بجدية، ونحن لا نريد ان نظلم كل من يصلنا اسمه لأننا لا نستبعد المعلومات الكيدية”.
ومضى بالقول “نحن نعمل على تفعيل دور المختارين والوجهاء في الاحياء السكنية، ونستأنس بآرائهم احيانا حول انضمام او عدم انضمام المشتبه بهم الى التنظيم الارهابي، لان هدف الجميع هو القبض على الدواعش وتقديمهم للقضاء كي تتنعم المدينة بالأمن والاستقرار”.