مملكة الجهل؟

تستحق المملكة العربية السعودية لقب «مملكة الجهل» عن جدارة منقطعة النظير. فهذه المملكة المغلقة حافظت على طابعها الأسري الضيق والمغلق طوال القرن من الزمان إلى درجة بلغت من التفسخ السياسي ذي الرائحة العفنة التي فاحت على جميع شعوب ودول المنطقة.

لا توجد دولة أو مملكة في العالم القديم والعالم الحديث تُسمى باسم عائلة أو أسرة بحد ذاتها. المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة بالعالم ممن تنسب الدولة والشعب تحت اسم أسرة مالكة وهذا خلل وطني كبير. لا توجد لها هوية دولة محددة المعالم شعبيا سوى سيطرة الأسرة المالكة على مقدرات جميع مرافق الدولة ومؤسساتها. يجب على الشعب العربي في المملكة تحويل عنوان المملكة إلى «مملكة الجزيرة العربية» أو «مملكة الصحراء العربية» أو «مملكة العرب بالجزيرة». لو كانت مملكة آل سعود تدين بمادئ الدين الإسلامي الحنيف لقلنا لهم الحق بقيادة البلاد والعباد إلى طريق الحق، ولأطلقوا عليها تسمية «المملكة الإسلامية العربية» على سبيل المثال. بيد أن المنحرفين عن طريق الحق لا يمكن وصلهم بالحق. 

أسرة آل سعود هم من المارقين عن أصول دين الإسلام الحنيف. لم يتشوه الدين الإسلامي أكثر مما شوهته أسرة آل سعود الباغية عن طريق الأموال الوسخة وشراء الذمم وإطلاق الفتاوى المنحرفة المدمرة للشعوب والدين. وأتخذت المملكة من العقيدة الوهابية المنحرفة طريقا للذبح والسلب والنهب على مر العقود وضد جميع الفرق الإسلامية الصحيحة والمعتدلة. 

حاربوا العقيدة النبوية المحمدية السامية في الكثير من البلدان الإسلامية كالعراق وسوريا وشمال أفريقيا وأتخذوا طريق تحليل وإباحة الذبح والقتل المجاني باسم الدين، وناقضوا العهود وأخيرا سيطروا على مقاليد الحكم في بلاد الحجاز ونجد وشبه الجزيرة العربية وختموا عليها بدمغة الإسرة السعودية التي صارت بقدرة قادر تمتلك زمام الدنيا والدين. آل سعود هم أكثر الأعداء للمسلمين والإسلام كرسالة إنسانية شاملة. المملكة العربية السعودية هي مملكة الظلام والجهل في هذا العالم المعاصر المتحضر. لا يمكن للنساء التعلم والتعليم بمستويات رفيعة، أو حتى مجرد قيادة السيارات، ولا يحق للشباب التعليم الحر، ولا يحق لهم أختيار مصيرهم بعيدا عن نطاق وتوجهات الأسرة المالكة ومؤسسات الدولة القمعية المتفسخة سوى الذهاب للقتل والسلب والنهب وأخيرا الموت بعد أن تنقطع بهم السبل. المملكة العربية السعودية تقود الناس عن طريق الجهل وتغييب المعرفة وقمع الحريات الشخصية والحريات العامة تحت ستار ديني مزيف. الدين لا يمنع التطور والتقدم العلمي، لكن سلطات الجهل والدجل في نظام المملكة السعودية الظلامي يتخطى جميع القوانين العالمية والإنسانية بالقمع والإرهاب. إنها مملكة الجهل بامتياز.

علي عبد العال

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة