نسب الأمية في العراق 47 %.. إحصائية جديدة لليونيسف تثير الجدل

التخطيط تشكك: «بعيدة عن الواقع»

متابعة ـ الصباح الجديد:
أثارت إحصائية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف الجدل في الأوساط الرسمية والعامة بالعراق، خلال اليومين الماضيين.
وبحسب آخر الإحصائيات الرسمية لوزارة التخطيط ، فقد تجاوز عدد سكان العراق أكثر من 42 مليون نسمة وبمعدل زيادة سنوية بلغت 2.5% لعام 2022.
ووفقاً لتلك الإحصائية، تشكّل نسبة الذكور 50.5%، والإناث 49.5%، فيما تأتي الأعمار من (15- 64 عاماً)، بنسبة 56.5%، في حين كانت نسبة كبار السن من هم في عمر 65 عاماً وما فوق، 3.1% من مجموع السكان.
المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط عبدالزهرة الهنداوي، شكك في نسب الأمية التي أعلنتها اليونيسف، مشيرا خلال حديث إلى أن هذه النسب «بعيدة عن الواقع».
وأكد الهنداوي، أن «نسب الأمية في أكثر حالاتها ارتفاعاً لم تتجاوز الـ20%، والتي جاءت خلال حقبة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق في تسعينيات القرن الماضي والسنوات الأولى ما بعد سقوط النظام عام 2003».
ويشير الهنداوي إلى أنه «على وفق مسح نفذه الجهاز المركزي للإحصاء سابقاً أظهر أن نسب الأمية تصل إلى ما دون 11.4 %، خلال عامي 2021-2022، تصدرتها محافظة الديوانية وبقية المدن الأخرى تباعاً».
وتابع بالقول: «نسب الأمية بين النساء ضمن ذلك المسح تشكل نحو 18% وبين الرجال 9%، يقابلها التحاق بالمدارس الابتدائية بنسبة 94% وفي الدراسة المتوسطة 68%، والاعدادية 60%».
وينوه إلى أن «تلك النسب انخفضت مقارنة بالأعوام الماضية بعدما كانت تصل إلى نحو 15%، وهي جاءت نتيجة لحالة الاستقرار السكاني التي تعيشها البلاد وعودة العوائل النازحة إبان اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لمناطقهم، فضلاً عن فتح مراكز لتعليم الكبار والموظفين البسطاء في دوائر الدولة».
ويلفت إلى أن البرنامج الحكومي وضمن خطة استراتيجية استهدف خفض تلك النسب إلى مستويات أقل في السنوات القليلة المقبلة من خلال خفض معدلات الفقر ودعم الشرائح الضعيفة بما يمكنهم من إرسال أبنائهم إلى المدارس لتلقي التعليم».
مدير مكتب منظمة «اليونسكو» في العراق، باولو فونتاني، سبق أن قال خلال فعاليات اليوم الدوري للتعليم، إنّ «النزاعات التي حصلت في العقد الماضي أثرت على أطفال ودخولهم إلى المدارس، وخصوصاً نوعية التعليم الذي يعدّ أحد التحديات الموجودة في العراق»، مؤكداً أن «حصة التعليم في العراق تقارب 6% من مجمل الإنفاق السنوي العام».
وشدد فونتاني، على «الحاجة لتعليم نوعي يسمح للتلاميذ والطلبة العراقيين بالدخول في سوق العمل، والاندماج في المجتمع، فضلاً عن الاستمرار في دعم التعليم المهني والابتدائي والمتوسط والثانوي».
من جانبه، يبدي المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية كريم السيد، استغرابه من نشر هكذا إحصائيات مجافية للواقع رغم أن اليونيسف قريبة ومطلعة على أحوال التربية والتعليم في العراق. ويواصل القول: «هنالك حالة من الاستقرار والتنامي بالمستوى الدراسي، سجلت مؤخراً، بخلاف ما أشارت إليه اليونيسف وبحسب وقائع وأرقام ميدانية معاشه وخصوصاً من انتظام الموسم الدراسي الحالي».
ويلفت السيد إلى أن «الاختبارات التي أجرتها المنظمة لعينة من طلبة المدارس الابتدائية ضمن مادتي الرياضيات والعلوم، تؤكد صدق ذلك إذا ما قارنها مع دول مجاورة وإقليمية».
وكان العراق قد أطلقت في منتصف سبعينيات القرن الماضي حملة واسعة للقضاء على الأمية عبر فتح مراكز ومدارس ومؤسسات، استهدفت فئات عديدة، ركزت بشكل أكبر على الأعمار من 40 عاماً وصعوداً.
وبعد نحو 7 سنوات على انطلاقها أعلنت البلاد عن تصفير نسب الأمية في البلاد، في تجربة لاقت إشادة واسعة من قبل المنظمات المحلية والدولية المعنية بقطاع التربية والتعليم آنذاك.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة