برهم صالح يدعو الى اجراء انتخابات مبكرة جديدة ويؤكد: المحاصصة عقبة امام الحكم الرشيد

الرئاسات الثلاث تثمن دور الصدر في درء الفتنة وانهاء اقتتال الاخوة

بغداد – الصباح الجديد
ثمنت الرئاسات الثلاث، بإكبار عال موقف زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، الذي اتخذه امس الثلاثاء لدرء الفتنة وانهاء اقتتال الاخوة في البلاد، وفيما عد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ان دعوة الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح الى إجراء انتخابات جديدة مُبكرة وفق تفاهمٍ وطني، لأنها تمثل مخرجاً للازمة الخانقة التي تمر بها البلاد، كما اقر بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل من احداث عصفت بالبلاد امس الأول الثلاثاء.
وكان وجَّه زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر امس الثلاثاء، بانسحاب انصار التيار الصدري من البرلمان خلال ساعة واحدة، وانهاء اعتصامهم الذي أرادوا من تنفيذه خلال الشهر الماضي، الاستجابة لمطاليبهم والمتمثلة بحل البرلمان واجراء انتخابات مبكرة، والحالة الفاسدين الى القضاء، والذي انتهى الى احداث دامية امس الأول الاثنين، أوقعت اكثر من ثلاثين شهيدا ومئات الإصابات، بعد اقتحامهم القصر الحكومي ظهيرة امس الأول نفسه.
وقال السيد الصدر خلال مؤتمر صحفي عقده في منطقة الحنانة في النجف الاشرف وتابعته الصباح الجديد امس الثلاثاء:» أدعو المتظاهرين من التيار الصدري إلى الإنسحاب من البرلمان خلال ساعة واحدة«.
واضاف:» أحزنني كثيراً ما يحدث في العراق، وأقدم اعتذاري إلى الشعب العراقي «.
وأورد الصدر: « العراقي هو المتضرر الوحيد من ما يحدث، وأن الوطن الآن أسير للفساد والعنف، وكنا نأمل أن تكون هناك احتجاجات سلمية لا بالسلاح، وأن الثورة التي شابها العنف فهي ليست ثورة، وأنا الآن انتقد ثورة التيار الصدري «.
وتابع: « أشكر القوات الأمنية والحشد الشعبي التي وقفت الحياد واشكر القائد العام للقوات المسلحة «.
ولفت الى ان « الدم العراقي حرام واعتزالي هو شرعي لا سياسي، واعتزالي من السياسة نهائي «.
وشهد امس الثلاثاء انتهاء احداث العنف بعد يوم وليلة من لعلعة الرصاص، وانفجار صواريخ لم تعرف مصادرها، اثر دعوى الصدر التي حظيت بردود أفعال مباركة على المستويات المحلية والعربية والعالمية، اذ قال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في هذا الصدد، «شكراً لكم سماحة السيد مقتدى الصدر، فموقفكم بحجم العراق الذي يستحق منا الكثير»، فيما قال رئيس الجمهورية برهم صالح:» موقف سماحة السيد مقتدى الصدر لوقفِ احداث العنف، هو موقفٌ مسؤول وشجاع وحريص على الوطن وهو محل تقدير عالٍ من العراقيين «.
وبدوره أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اليوم الثلاثاء، أن دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي.
وقال الكاظمي في تغريدة عبر صفحته بتويتر: إن «دعوة السيد مقتدى الصدر إلى إيقاف العنف تمثل أعلى مستويات الوطنية والحرص على حفظ الدم العراقي».
وأضاف، أن «كلمة السيد مقتدى الصدر تُحمِّل الجميع مسؤولية أخلاقية ووطنية بحماية مقدرات العراق والتوقف عن لغة التصعيد السياسي والأمني والشروع في الحوار السريع المثمر لحل الازمات».
في السياق، واثر انتهاء احداث العنف، دعا رئيس الجمهورية برهم صالح امس الثلاثاء، قادة الإطار التنسيقي للتواصل مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر لتهدئة النفوس، والخروج بحل سياسي يتناول قضية الانتخابات المُبكرة وإدارة الفترة المقبلة.
وقال رئيس الجمهورية في كلمة تناولت الأحداث الأخيرة، إن «مشاهد الامس هزت نفوس كل العراقيين وجرحت مشاعرهم واعتصرت قلوبهم حزناً، وعلينا الإقرار بأن المنظومة السياسية والمؤسسات الدستورية عجزت عن تفادي ما حصل».
وأضاف، أن «موقف سماحة السيد مقتدى الصدر لوقفِ احداث العنف، هو موقفٌ مسؤول وشجاع وحريص على الوطن وهو محل تقدير عالٍ من العراقيين، وينبغي استثماره لصالح الخروج ببلدنا من الازمة السياسية الراهنة عبر حلول مسؤولة ضامنة لتحقيق تطلعات النـاس».
وتابع أن «انتهاء احداث العنف والصدامات وإطلاق الرصاص امر ضروري ومهم لحقن دماء العراقيين، لكنه لا يعني انتهاء الازمة السياسية المُستحكمة في البلد منذ أشهر… وما شهدناه ليس ازمة آنية فحسب، بل ازمةٍ مُستحكمةٍ مرتبطةٍ بمنظومة الحكم وعجزها».
وأشار إلى أن «الانتخابات الأخيرة لم تُحقق ما يأملهُ المواطن، وواجهت الكثير من الإشكالات والتحديات.. التأخير في تلبية التوقيتات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة، وقضية استقالة الكتلة الصدرية الفائزة في الانتخابات، وما لها من آثار سياسية واجتماعية جسيمة».
وأكد أن «الأغلبية الصامتة التي قاطعت الانتخابات الماضية والتي شكّلت أكثرُ من نصف الناخبين العراقيين هو جرس انذار وعقابٌ للأداء السياسي… يجب التوقف عند ذلك والتفكر كثيراً.. فالانتخابات في نهاية المطاف ليست غاية بحد ذاتها، بل وسيلة ومسار سلمي يَضمنُ مشاركة واسعة للعراقيين في تجديدِ خياراتهم وتحقيق تطلعاتهم في الاصـلاح».
وأضاف، أن «إجراء انتخابات جديدة مُبكرة وفق تفاهمٍ وطني، يُمثل مخرجاً للازمة الخانقة في البلاد عوضًا من السجال السياسي او التصادم والتناحر… وأن تضمن الاستقرار السياسي والاجتماعي وتستجيب لتطلعات العراقيين، ولا مناص بعد اليوم من الشروع بإصلاحات حقيقية، وقطعاً لا منصب او موقع اهم من مصلحة الوطن، والاهم هو اصلاح الوضع جذرياً لوقف دوامة الازمات».
ورأى رئيس الجمهورية أن «المحاصصة التي ترفض مغادرة واقعنا تُمثل اشكالاً خطيراً وعقبةٍ امام الوصول الى الحكم الرشيد، فهي أبرز أسباب النزيف في بلدنا، بل إنها سببا في تعميق غيـاب الهوية الوطنية الجامعة لصالح هويـات فرعيـة زجّـت البلد ومواطنيه بتـوترات طائفيـة ومذهبـية وعرقيـة».
ولفت إلى أن «استمرار الوضع الراهن سيُمكّن الفساد أكثر.. هذا السرطان الذي يهدد كيان الدولة، ويعرقل فرص تقدم بلدنا ويُكبّل إمكانيات وطننا الكفيلة بنقل شعبنا الى مصاف آخر.. وما قضايا الفساد والتآمر على مُقدرات الدولة التي ظهرت الى الرأي العام مؤخراً سوى مؤشر الى الكارثة الحقيقية، وقطعا تستوجب متابعة قانونية جدية».
وتابع أن «هناك حاجة لتعديلات دستورية يجب الشروع فيها في الفترة المقبلة وعبر الآليات الدستورية والقانونية، لبنود شهدنا جميعاً على مسؤوليتها لمشاكل مُستحكمة.. بنود كرّست أزمات بدل حلها، وباعدت المسافات بدل تقريبها».
وفي ملف ثانٍ أشار إلى أن «الازمة بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان هي الأخرى باتت غير مقبولة، وكبّدت البلد الكثير، وأوصلتنا لهذه اللحظة المفصلية حيث نواجه تبعاتها اليوم بسبب المماطلة والترحيل للمشاكل… ويجب إطلاق حوار جاد بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان يضعُ حلولا جذريةٍ دائمةٍ لا ترقيعية».
ودعا قادة الإطار التنسيقي الى التواصل مع سماحة السيد الصدر لتهدئة النفوس، والخروج في هذا الحوار الوطني بحل سياسي حاسم يتناول قضية الانتخابات الجديدة المُبكرة وتشكيلة الحكومة وإدارة الفترة المقبلة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة