الاتحاد الوطني سيقدم منافسا على منصب رئيس الاقليم

التركمان والمسيحين يرفعون سقف مطالبهم في الحكومة المقبلة
السليمانية ـ عباس كاريزي:

على الرغم من مرور اكثر من شهرين ونصف على انتهاء الانتخابات وظهور نتائجها الا ان مسالة تشكيل حكومة الاقليم ما زالت تراوح مكانها وشد وجذب بين الحزب الديمقراطي الكردستاني اكبر الفائزين والاتحاد الوطني الحاصل على 21 مقعدا كاني الفائزين في انتخابات برلمان كردستان التي جرت في 30 من شهر ايلول سبتمبر المنصرم.
الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يحاول تغيير موازين اللعبة وتقديم وجوه جديدة للمشهد السياسي على مستوى الاقليم والعراق، بعد النكسة التي مني بها عقب الاستفتاء، صعد مؤخرا من وتيرة الجدل الدائر بينه وبين الاتحاد الوطني عبر تصريحات لاعضاء في قيادته انتقدوا خلالها رئيس كتلة الاتحاد الوطني قباد طالباني الذي اطلق تغريدة انتقد فيها قيام الحزب الديمقراطي باجراء الاستفتاء.
وانتقد عضو المجلس القيادي في الحزب الديمقراطي علي عوني تصريحات قباد طالباني التي اعتبرها بالضد من توجهات حزبه وؤيته لمرحلة الاستفتاء، وكان طالباني قد قال في تغريدة على موقع توتر، ان وضع اقليم كردستان يتجه نحو الافضل وانا اتوقع ان يشهد تحسنا ملحوظا اذا
بدوره قال رئيس كتلة الجبهة التركمانية في برلمان كردستان ايدن معروف في تصريح للصباح الجديد، ان التركمان يرغبون ان تكون لهم مشاركة حقيقية وفاعلة في حكومة الاقليم المقبلة .
واضاف ان التركمان يسعون لكي يكون لهم دور مهم وان يستلموا احدى المناصب السيادية ويكون لهم دور في رسم القرار السياسي بالاقليم.
وطالب معروف التركمان بمنح منصب نائب رئيس حكومة الاقليم اضافة الى احدى الوزارات الخدمية للتركمان ومنها وزارة التربية او الثقافة ومنح وزير للاقليم للتركمان او مستشار وانشاء هيئة تعنى بشؤون التركمان والمسيحيين في حكومة الاقليم، ومنحهم مناصب مدراء عامون وقائممقام او نائب محافظ اربيل ليكون للتركمان مشاركة فاعلة في الحكومات المحلية.
في غضون ذلك توقعت مصادر مطلعة ان يدخل الاتحاد الوطني على خط المنافسة على منصب رئيس الاقليم، اذا ما استمر الحزب الديمقراطي بالتلويح بالاستحقاق الانتخابي في توزيع المناصب على الاحزاب الفائزة.
واضافت المصادر للصباح الجديد، ان الاتحاد الوطني الكردستاني قد يكون له مرشح لرئاسة اقليم كردستان، الذي سيكون في مقدمة المهام التي سيقوم بها الحزب الديمقراطي الكردستاني في الدورة الحالية من عمل برلمان كردستان.
وتابعت انه على الرغم من ان الحزب الديمقراطي رشح نيجيرفان بارزاني لشغل منصب رئيس الاقليم في الدورة الحالية من عمر برلمان الاقليم، الا ان الاتحاد الوطني سيقدم منافسا على هذا المنصب اذا ما تمسك الحزب الديمقراطي الكردستاني بمقترحه بمنح الاتحاد الوطني مناصب في حكومة الاقليم المقبلة وفقا للاستحقاق الانتخابي وهو ما يرفضه الاتحاد جملة وتفصيلاً.
وكان نائب رئيس وزراء إقليم كردستان، رئيس قائمة الاتحاد الوطني قوباد طالباني، قد اعلن عدم عرض أي منصب في الحكومة الجديدة عليه رسمياً حتى الآن، مبيناً أن جميع الخيارات ما زالت مفتوحة امامه وانه سيلبي ما يكلف به من قبل الاتحاد الوطني.
ونفى طالباني في تصريح ما يتم تداوله عنه في مواقع التواصل الاجتماعي، من تقديم عروض عليه منصب رئيس البرلمان او نائب رئيس حكومة الاقليم او غيها من المناصب، وتابع كل ما قلته إنني أحد كوادر الحزب وملتزم بذلك، لذا أينما ارتأى الاتحاد الوطني أن أكون في خدمة لشعب كردستان فأنني سألبي هذا الواجب».
يذكر أن قوباد الطالباني قال في تغريدة على موقع تويتر في وقت سابق: «بشأن خطوتي المقبلة، لا تصدقوا القيل والقال، لم أغلق الباب أمام أي مقترح، سألبي أي واجب أو مسؤولية يكلفني به الاتحاد».
وحل الاتحاد الوطني الكوردستاني ثانياً في الانتخابات البرلمانية التي شهدها إقليم كردستان في 30 أيلول الماضي بحصوله على 21 مقعداً، بينما حصل رئيس قائمته قباد طالباني على 180 الف صوت ما يعادل 57% من نسبة الأصوات التي حصل عليها الاتحاد الوطني.
مواطنون بدورهم طالبوا الاحزاب الفائزة بالاسراع في تشيكل حكومة الاقليم وانهاء الصراعات التي تؤخر تشكيلها.
وقال اسماعيل محمد وهو صاحب محل لبيع الفواكه في سوق السراي بمحافظة السليمانية ان الاحزاب السياسية منشغلة بضمان حصتها من تقسيم كعكة تشكيل حكومة الاقليم، وهي غير مهتمة بالبرامج وتقديم الخدمات للمواطن المغلوب على امره.
وتابع ان الشعب لن يجني شيئا اذا كان زيد او عبيد رئيس حكومة الاقليم وهو يبحث عن لقمة العيش فقط لذا فانه لا يهتم بمن يشكل الحكومة او من يترساها بقدر اهتمامه بتوفير لقمة العيش لاطفاله.
في غضون ذلك اعلن عضو في المكتب السياسي للديمقراطي الكردستاني كاكمين نجار ، ان اجتماع الاسبوع الماضي مع الاتحاد الوطني الكوردستان لم يبحث تفاصيل المسائل، مضيفا ان الاتحاد الوطني ايضا لم يقدم رسميا مطالبه خلال الاجتماع.
وقال نجار ، انهم لم يبحثوا مطالب الاتحاد الوطني في اجتماع الاسبوع الماضي، وانما تم بحث تطبيع العلاقات بين الطرفين وحل المشاكل بين اربيل وبغداد.
واشار نجار الى انه وبناء على طلب وبرنامج الديمقراطي والاطراف المشاركة في الحكومة، سيتم في الاجتماع المقبل مناقشة تلك المسائل من قبل لجنة التفاوض، ومن اجل ذلك سيتم بحث مسالة الرئاسات الثلاث في اقليم كردستان واقرار ذلك بدون اي تفرقة.
واضاف، ان الحوار سيبدأ هذا الاسبوع حول تفاصيل المسائل، وفق البرنامج المحدد، الا انه لم يتم حتى الان يوم وموعد الحوار.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة