الشيخ صلاح العبيدي في ضيافة المركز العراقي للتنمية الإعلامية

لمناقشة عدد من الملفات الخدمية والسياسية

فلاح المرسومي

استضاف المركز العراقي للتنمية الإعلامية في جلسة لقائه الإعلامي نصف الشهري مساء امس الاول السبت وعلى قاعة المركز، الشيخ صلاح العبيدي المتحدث الرسمي باسم السيد مقتدى الصدر لمناقشة عدد من الملفات في السياسة والخدمات وفي البدء قدم الدكتور عدنان السراج الشكر للشيخ صلاح على حضوره برغم كثرة مشاغله وبحضور النخبة الكبيرة من الاعلاميين والصحفيين والأكاديميين ورؤساء الصحف والمراكز الاعلامية والبحثية لنتداول وبشكل فاعل قضايا مهمة تشغل الشارع والمواطن العراقي في الامور السياسية والخدمية مسجلاً بذلك دعماً للمركز الذي يتميز نشاطه بعراقيته ووطنيته كونه ملك للعراق والعراقيين وليس لحزب أو لجهة فئوية معينه ولنسجل بتفاعل معهود بين ضيف الجلسة وحضورها ما يدعونا جميعاً كتل وأحزاب وتيارات أن ننتصر للمواطن في انحيازنا له من أجل تحقيق مبتغاه.
ومن هذا فأن الجميع مدعو للاهتمام به قبل الاهتمام بالصراعات على المناصب والمقاعد سعياً الى حقيقة مفادها أن كرامة المواطن قبل كرامتها وإن الدفاع عن المواطن وتحقيق طموحاته مكسب كبير ، إن مركزنا الاعلامي في كل نشاطاته هو إعلام شريك وليس جزءا من جزئيات سياسية لمصلحة هذا التنظيم أو ذاك وأن حركتنا واسعة من دون النظرة الضيقة بلا حدود نحو افق الوطن والمواطن لكي لا تضيع البوصلة عن الهدف الرئيس بإعلام مستقل لخدمة الوطن والمواطن وأن لا يترك الإعلام منقسماً مشرذماً من خلال الصراع الذي يدور في قضايا السياسية الذي ينعكس على الإعلام .
وأدار الجلسة الخبير عبد الكريم خلف الذي قدم الشيخ صلاح العبيدي بكلمات الترحيب ومشيراً الى حضوره اليوم لطرح ما يشغل المواطن العراقي بأفكار تتعلق في بعض من القضايا الخدمية والسياسية وهو الذي عرف بنشاطه السياسي والعلمي ، ولنا اليوم وقفة مع الشيخ صلاح ليحدثنا في جانب آخر من اهتماماته وذلك عن أزمة خانقة تعصف بالشارع العراقي الى وهي أزمة المرور التي تستفحل يوم بعد آخر، وقد بدأ الشيخ صلاح العبيدي حديثه في الشأن السياسي مثار اهتمام المواطن العراقي متناولاً أولاً وجهات نظر سماحة السيد مقتدى الصدر في تشكيلة الوزارة وذلك بمنطلق الاساسيات والوقوف على تشكيلات الحكومات السابقة لتشخيص مكامن الخلل في التشكيل وفي الإدارة للوزارة مشيراً أي الشيخ صلاح الى أنه لا ضير من أن يشكل الوزارة أكثر من حزب واحد وهذا معمول به في دول متقدمة لكن ليس بحسابات هذه الوزارة من حصتي وتلك من حصتك ، لقد تطفلت المحاصصة كثيراً في بلادنا وأثرت على بناء دولتنا ، مبينا أن السيد مقتدى وعلى مدى الأربع سنوات الماضية قد استمع من الكثير وبشكل مباشر ومن الإعلام بشكل غير مباشر لما ينفع البلد في التشكيلة الوزارية الجديدة ، مؤكداً على أن اسلوب التنصل للتخلص من المسؤوليات التي وقع بها مسؤولون ورميها على الغير قد اضر كثيراً بالمواطن العراقي الذي بات يعرفها ويرفضها بشدة وأن لا يكون هناك ابتزاز فالمسؤولية يجب أن يتحملها المعني بتحملها.
وأشار الشيخ صلاح الى نقطة اساسية أخرى كانت من اهتمامات سماحة السيد الا وهي تفعيل دور الرقابة في مؤسسات الدولة وأن نبتعد عما جرى في السابق أن ترمي الخلل في اعناق الآخرين من غير انتمائه الحزبي وتحسب النجاح إن وجد لنفسك ، مؤكداً على انه من الضروري جداً الوقوف بحرص وجدية وطنية عند كل مسؤول في الوزارة والحكومة ادارياً ومالياً ومهنياً وفنياً لتقويم الاداء ومن الأفضل أن يعرض على مجلس النواب لكل ستة اشهر مثلاً للوقوف على مكامن النجاح والاخفاق وفي أن يتم العمل بمبادئ النظم المعتبرة لإدارة الدولة والأهم هو الأداء الإداري وليس أن يهتم بالنشاط السياسي بمعزل عن الأهتمام الإداري الذي يأتي في حسابات بناء الدولة هو الأول والنجاح فيها يكمن في الأداء الإداري الحسن والسليم من جميع الوجوه ولا بأس لا بل من الضروري من أن يكون للمسؤول الأعلى بدءاً من رئيس الوزراء مشاركة العاملين بوظائف ومواقع أدنى لنشاطهم وذلك من خلال الحضور للمؤسسات وللمواقع الادنى ومشاركتهم أيضاً في اجتماعات هيئات الرأي .
مؤكداً على رأي السيد مقتدى الصدر في تجاوز الاخفاقات ولا للمحاصصة ونعم لاستقلالية رئيس الوزراء ويجب أن تكون حكومة الفترة المقبلة ايجابية بكل معنى الكلمة مؤكدين فيها على محاسبة الفساد الذي اصبح منهجا للمفسدين وليس خرقاً والفاسدون لا ينكرون هذا ، وقد أكد في الأخير من حديثه بالشأن السياسي على تنظيم الامكانات المتاحة على أنها كثيرة في بلدنا ضارباً المثل على وزارات صرف عليها من دون تظهر للوجود كما مطلوب منها كوزارات فاعلة في اقتصاد الدولة ، أما في جانب الخدمات فقد تناول الشيخ صلاح العبيدي موضوعة الزحام المروري وكيفية الحد منه حيث أن عدد السيارات قد تضاعف خمسين مرة عما كان عليه قبل 2003 من دون توسعة في الشوارع التي شاء الوضع الأمني أن تغلق الكثير منها .
ومن بين الحلول أكد على أهمية تفعيل النقل العام حيث أن الدولة تملك من أحدث الباصات العالمية للنقل العام ممكن تشغيلها حيث أن غالبيتها متوقفة وغير فاعلة وأن يتم سيرها بطريقة تخصص لها عبر نظام النقل السريع « الشريانية « ذات الخطوط بثلاثة «سايدات « في الذهاب وفي الاياب ومن منطلقات تخدم اتجاهات تنقل المواطنين في اغلب مناطق السكن والعمل ومن دون أن يؤثر على النقل الخاص بل يزيدها نشاطاً وفاعلية ، كما أن فتح المنطقة الخضراء وتفعيل هذا الفتح بسير العجلات بشكل يخفف من الزحام ضروري جداً وممكن أن تقدم خدماتها في موضوعة السير المقترحة ثلاث مؤسسات هي وزارتي النقل والداخلية وأمانة بغداد إن هذا المقترح لا يكلف بكون أدوات التنفيذ موجودة وهم الموظفون الذين يقومون به ، ووجود السيارات الخاصة بالنقل كما ذكر ، والشوارع التي تستخدم وتخصص لسير العجلات ضمن هذا المشروع موجودة في جانبي الكرخ والرصافة ، إن حلول الأزمات لا بد من أن يشارك في وضعها ذوي الاختصاص والخبرة من المهتمين بخدمات السير والمرور والنقل ، وفي الختام طرحت العديد من الأسئلة في رحاب الموضوع تمت الاجابة عليها بكل شفافية من قبل ضيف الجلسة الشيخ صلاح العبيدي . ولا يفوتنا الى أن نشير الى أن رئيس المركز الدكتور عدنان السراج قد دعا جميع الحضور لقراءة سورة الفاتحة وقوفاً على روح احد مؤسسي المركز الإعلامي عبد الكريم الصراف لما قدمه « رحمه الله « من دعم لنشاطات وبرامج المركز في شتى المجالات .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة